============================================================
الأول من تجريد الأغانى 346 لعبد المك ف وقال عبد الملك : من زعم أن حاتما أسمح التاس فقد ظلم عروة بن الوزد .
نهى ابن جعفر وكان عبد الله بن جعفر يقول لمعلم ولده : لا تروهم قصيدة عروة بن الورد لعلم ولده عن- 33 التى يقول فيها : دعينى للغنى أسعى فإنى رأيت الناس شرهم الفقير ويقول : إن هذا يدعوهم إلى الاغتراب عن آوطانهم .
و1 خرم ب ابر2 ذاكر أن عروة سبى أمرأة وولدت له ، وكانت تعير بالشباء . وقد تقدم ذكر باها ذلك(1) . وأن قومها سقوه الخمر ، فلما سكر طلبوا منه أن يفادى بها ، وأغلوا له فى القداء، فأجاب. فلما صحا تدم . فشهد عليه بالفداء، فلم يقدر على الامتناع وجاءت المرأة تثنى عليه ، فقالت : إنك والله ما علمت لضحوك مقبلا ، كسوب مذبرا، ترضى الأهل والجانب(2) . ما أعلم أمرأة من العرب ألقت سثرها على بعل خير منك ، أغض طرفا، وأقل فحشا، وأجود يدا، وأحمى لحقيقته، فأستوص ببنيك خيرا . ثم فارقته . فتزوجها رجل من بنى عمها . فقال لها يوما من الأيام : يا سلى، أثنى على كما أثنيت على عروة - وقد كان قولها فيه شهر - فقالت له : لاتكلفنى ذلك ، فإنى إن قلت الحق غضبت، ولا واللات والعزى لا أكذب .
فقال : عزمت عليك لتأتينى فى مجلس قومى فلتشنين على بما تعلمين . وخرج فجلس فى ندي القوم ،وجاءت ، فرماها الناس بأبصارهم ، فوقفت عليهم وقالت : أنعموا صباحا، إن هذا عزم على أن أثنى عليه بما أعلم . ثم أقبلت عليه فقالت : والله إن شملتك لألتحاف، وإنشربك لأ شتفاف (3) ، وإنك لتنام ليلة تخاف ، وتشبع ليلة تضاف، وما ترضى الأهل ولا الجاتب ثم انصرفت . فلامه قومه
وقالوا : ما كان أغناك عن هذا القول منها!
(1) انظر ص 327 من هذا الجزء: (2) الجاتب : الغريب (3) الاشتفاف : شرب كل ما فى الإناء .
Bogga 353