316

============================================================

أخبار قيس بن الحطيم حى تموت، ثم هو له . وإن عشت فهو عائد إلى وله منه ما يشاء أن يأكل من تمره ؟ فقال له رجل من قومه : أنا له . فأعطاه الحائط ، ثم خرج يسأل عن خداش بن زهير، حتى دل عليه بتمر الظهران(1) ، فأتى إلى خبائه فلم يجذه .

فنزل تحت شجرة يكون تحتها أضيافه، ثم نادى أمرأة خداش : هل من طعام ؟

فأطلعت عليه ، فأعجبها جماله ، وكان من أحسن الناس وجها ، فقالت : والله ما عندنا من بر3ك(2) ما نرضاه لك إلا تمرا . فقال : لا أبالى ، فأخرجى ما كان عندك . فأرسلت إليه بقباع(3) فيه تمر . فأخذ منه تمرة فأكل شقها ورد شقها الباقى فى القباع ، ثم أمر بالقباع فأدخل على أمرأة خداش بن زهير، ثم ذهب (4 لبعض حاجته. ورجع خداش فأخبرته بخبرقيس، فقال : هذا رجل متحرم(2) .

وأقبل قيس راجعا ، وهو مع أمرأته يأكل رطبا ، فلما رأى خداش رجله، وهو على بعيره ، قال لأمرأته : هذا ضيفك؟ قالت : نعم . قال : كأن قدمه قدم الخطيم صديقى اليثربى . فلما دنا منه قرع طنب البيت بسان رتحه، واستأذن . فأذن له خداش. فدخل، فنسبه(5) فأنتسب، وأخبره بالذى جاء له، وسأله أن يعينه ويشير عليه فى أمره . فرحب به خداش وذكر نعمة أبيه عنده ، وقال : إن هذا الأمرما زلت أتوقعه منذ حين ، فأما قاتل جدك فهو أبن عم لى ، وأنا أعينك عليه، فإذا أجتمعنا فى نادينا جلست إلى جنبه وتحدثت معه، فإذا ضربت فخذه فئب إليه فأقتله . قال قيس : فأقبلت نحوه حتى قمت على رأسه لما جالنسه خداش، فحين ضرب فخذه ضربت عنقه. فثار إلى القوم ليقتلونى، فحال خداش ينهم و يينى وقال : دغوه فإنه والله ماقتل إلا قاتل جده .

(1) الظهران : واد قرب مكة. ومر: قرية قريبة منه تضاف إليه .

(2) فى بعض أصول الأغانى : نزل نرضاء" . والنزل : ما يهيأ للأضياف (3) القباع : المكيال الضحم(4) متحرم، أى له عندنا حرمة وذمة (5) تسبه : طلب إليه أن ينتسب.

Bogga 316