287

============================================================

الأول من تجريد الأغانى

هم: ابن سريج، والغريض ، ومعبد . وكان يبلغهم أن حنينا قد غنى فى هذا الشعر: هلا بكيت على الشباب الذاهب وكففت عن ذم المشيب الائب هذا ورب مسوفين (1) سقيتهم من خمر بابل لذة للشارب بسكروا على بسخرة فصبحتهم من ذات كوب مثل قعب الحالب :(2) بزجاجة ملء اليدين كأنها قنديل فضح(2) فى كنيسة راهب فاجتمعوا فتذاكروا أمر حنين ، وقالوا : ما فى الدنيا أهل صنعة شر منا !

لنا أخ بالعراق ونحن بالحجاز لا نزوره ولا نستزيره. فكتبوا إليه ووجهوا إليه بنفقة وكتبوا يقولون: نحن ثلاثة وأنت وحدك، فأنت أولى بزيارتنا . فشخص إليهم .

فلما كان على مرحلة من المدينة بلفهم خبره ، فرجوا يتلقؤ نه . فلم يريوم كان أكثر حشدا ولا بجمعا من يومئذ . ودخلوا ، فلما صاروا فى بعض الطريق قال لهم معبد : صيروا إلى . فقال له أبن سريج : إن كان لك من الشرف والمروءة مثل: ما كؤلاى سكينة بنت الحسين عطفنا إليك . فقال : مالى من ذلك شىء.

وعدلوا إلى منزل سكينة ، فأذيت للناس إذنا عاما . فغصت الدار بهم، وصعدوا فوق السطح، وأمرت لهم بالأطعمة . فأكلوا . ثم سألوا حنينا أن يغتيهم صوته الذى أوله : * هلا بكيت على الشباب الذاهب * ففتاهم إياه بعد أن قال لهم : أبدموا أنتم . فقالوا : ما كنا لنتقدم قبلك حتى نسمع هذا الصوت . فغناهم إياه . وكان من آحسن الناس صوتا . فازدحم الناس على السطح وكثروا ليسمعوا . فسقط الرواق على من تحته . فسلموا جميعا وأخرجوا أصحاء ، ومات حنين تحت الهدم . فقالت سكينة : لقد كدر علينا حنين سرورنا ! انتظرناه مدة طويلة كأنا كنا نسوقه إلى منيته . وكان غمره ماثة سنة وسجع سنين.

(1) المسوف : الصبور (2) الفصح : من أعهاد النصارى .

Bogga 287