Cusboonaysiinta Carabiga
تجديد العربية: بحيث تصبح وافية بمطالب العلوم والفنون
Noocyada
إن «الأورنيثور هنكوس باراد وكسوس: حيوان ثديي بيوض يعيش في أستراليا.» «الأنثروبيثكوس طرغلوديطس: حيوان من البريمات يعيش في أفريقية.» «الأرخيوبيتركس: طائر منقرض.»
أو نقول: «الأنثراكوثرييدا: اسم اصطلاحي يدل على طبقة من الثدييات من البائدة، أو يقال البلانوفتريدا: من الحيتان، والهوبي سوبير منودونتينا: حيوانات ثديية يتركب اسمها الاصطلاحي من أربعة ألفاظ؛ ثلاثة يونانية وكاسعة لاتينية.»
إلى غير ذلك مما لا حصر ولا عد له.
وعلى هذه الصورة تكون عبارات علم الحيوان في العربية إذا أردنا أن نلزم التعريب الحرفي الذي يوافق اللغة العالمية (الإندوجرمانية) كما يقولون. ولعمري كيف يستطيع عربي - لا صلة له باللاتينية واليونانية - أن ينطق هذه الكلمات الأعجمية المركبة من ألفاظ متباينة وأهجية متنافرة نطقا صحيحا كما تنطق في اللغة العالمية التي يتغنى بها فئة من ذوى الرأي، لم يفطنوا إلى الصعاب التي تكتنف نظريتهم، بل إنهم لم يحاولوا أن يفطنوا لها، بل إنهم لم يفطنوا إلى أن اللغة العربية أصل من أصول القومية التي يرتبط المتكلمون بها كافة؟ فلم لا نحاول - واللغة العربية واسعة كأنها البحر اللجي - أن نكمل قومية الناطقين بالضاد بأن نجعل منها لغة علمية، وهي على ذلك قادرة، بدل أن نحاول تمزيق هذه القومية ونردها أشتاتا ونرسلها أباديد بين اليونانية مرة واللاتينية أخرى، وغيرهما من اللغات الإندوجرمانية ثالثة؟ (2) النحت
ننتقل الآن إلى رأي القائلين بالنحت، وهم - ولا شك - أقلية، غير أن لرأيهم وزنا ليس من حسن الرأي إهماله.
أما النحت فباب يلحقه اللغويون بفقه اللغة، ولكل من مشهوري اللغويين رأي فيه. فمن رأي السيوطي مثلا أن معرفته من اللوازم، وعرفه ابن فارس في كتابه فقه اللغة، فقال: «إن العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة.» وهو جنس من الاختصار، واستشهد بقول الخليل:
أقول لها ودمع العين جار
ألم يحزنك حيعلة المنادي
والحيعلة من قولك: «حي على.» قال ابن فارس: «وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد: ضبطر، من ضبط وضبر، ومن قولهم: صهصلق، أنه من صهل وصلق، وفي الصلدم أنه من الصلد والصدم.» وقد فصل ابن فارس مذهبه هذا في كتابه «مقاييس اللغة»، ومنه مخطوطة في دار الكتب المصرية.
ومن كلام ياقوت في معجم الأدباء: «سأل الشيخ أبو الفتح ابن عيسى الملطي النحوي، الظهير الفارسي عما وقع من ألفاظ العرب على مثال شقحطب، فقال: هذا يسمى من كلام العرب المنحوت، ومعناه أن الكلمة منحوتة من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين يجعلهما واحدة. فشقحطب منحوتة من «شقد وحطب»، فسأله الملطي أن يثبت له ما وقع من هذا المثال إليه ليعول في معرفتها عليه، فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حفظه، وسماها كتاب: «تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب».» ا.ه. وهذه الوريقات مفقودة مع الأسف، وحكى الفراء عن بعض العرب: «معي عشرة فاحدهن لي.» أي صيرهن أحد عشر.
Bog aan la aqoon