فإنه لو ترك المبيت عند الكل بعض الليالي وانفرد لم يمنع من ذلك انتهى يعنى بعد تمام دورهن كما ذكره الكمال رحمة الله عند قوله: ولا حق لهن في القسم حالة السفر وسواء انفرد بنفسه أو كان مع جواره وهذا في القضاء أما في الديانة فقد قال الشيخ الإمام على المقدسي (١) في شرحه: أعلم أن ترك جماعهن [مطلقا لا يحل له صرح أصحابنا بأن جماعهن] (٢) أحيانا واجب ديانة لكن لا يدخل تحت القضاء الإلزام إلا الوطئة الأولى ولم يقدروا فيه مدة ويجب أن لا يبلغ بالترك مدة الإيلاء وهى أربعة أشهر إلا برضاها وطيب نفسها به انتهى. وحيث علمت جواب الحادثة فأزيدك بفضل الله سبحانه علم ما يتعلق بالحكم فيما إذا كان للإنسان زوجة واحدة أو أكثر وله أمهات أولاد وسرارى قال قاضى خان (٣) ﵀: لو كان للرجل امرأة واحدة وهو يقوم بالليل ويصوم بالنهار أو يشتغل بصحبة إلا ما تظلمت المرأة إلى القاضي أمره القاضي أن يبيت معها أياما ويفطر لها أحيانا وكان أبو حنيفة ﵀ أولا يجعل لها يوما وليلة وللزوج [ق ٢٠٠/أ] ثلاثة أيام ولياليها ثم رجع فقال يؤمر الزوج أن يراعيها فيؤنسها بصحبة أياما وأحيانا من غير أن يكون في ذلك شيء مؤقت. وفى
_________
(١) هو علي بن محمد بن خليل بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى، أحد أكابر الحنفية في عصره. أصله من بيت المقدس، ومولده ومنشأه ووفاته في القاهرة، المعروف بابن غانم المقدسي (نور الدين) فقيه، لغوي، محدث. ولد في أوائل ذي القعدة عام ٩٢٠ هـ، وتوفي في جمادى الآخرة عام ١٠٠٤ هـ: من تصانيفه: أوضح رمز في شرح نظم كنز الدقائق في فروع الفقه الحنفي، حاشية على القاموس للفيروزآبادي، الفائق في اللفظ الرائق في الحديث وغير ذلك، بغية المرتاد لتصحيح الضاد، وتعليقه على الأشباه والنظائر لابن نجيم في فروع الفقه، له ترجمة في خلاصة الأثر (٣/ ١٨٠)، الأعلام (٥/ ١٢)، معجم المؤلفين (٧/ ١٩٥)، فهرس الفهارس لعبدالحي الكتاني (٢/ ٨٩٣).
(٢) زبادة من " ب "، " ج " ساقطة من " أ ".
(٣) هو الحسن بن منصور بن أبي القاسم محمود بن عبد العزيز الأوزجندي الفرغاني الإمام الكبير المعروف بقاضي خان الإمام فخر الدين، ذكره أبو المحاسن محمود الحصيري شيخ الإسلام قال: هو سيدنا القاضي الإمام والأستاذ فخر الملة ركن الإسلام بقية السلف مفتي الشرق توفي ليلة الاثنين خامس عشر رمضان سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة ودفن عند القضاة السبعة وله الفتاوى أربعة أسفار كبار وشرح الجامع الصغير في مجلدين كبيرين. وله ترجمة في الجواهر المضية (١/ ٢٠٥)، تاج التراجم (ص/١٥١)، الطبقات السنية (ص/٢٤٣).
1 / 10