57

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Noocyada

وإذا حضرت وهو يتعلم، ولم يفهم عن معلمه حتى فات وقتها، أبدلها وسلم -قيل- إن مات على ذلك؛ واختير أن يصليها بما فهمه عن معلمه، وإن بالتسبيح، أو التكبير، أو بهما، ولا يتركها حتى يفوت وقتها.

ولا جهل تحريم الخمر، والدم، ولحم الخنزير، والميتة. ولا جهل التقصير، ويسع جهل الجمع، ولا جهل الجنة، والنار. وقيل يسع مالم يعلم بهما، ولا يوم القيامة إذا ذكر، وكذا البعث، والحساب، والعقاب؛ فمن آمن بذلك، وظن، أو اعتقد أن غير الجن والانس من الخلق لا يحشر، ولا يبعث؛ فإن لم يسمع ذلك، ولا خطر بقلبه، ففيه خلاف، وإذا تلي عليه: {وما من دابة في الأرض ولا طائر...} إلى {يحشرون} (سورة الأنعام: 38)، قامت عليه الحجة؛ فإن شك بعد ما تلي عليه، أو خطر بقلبه، ولم يعلم كفر.

وعن ابن عباس: يحشر كل شيء سوى الذباب. ومن شك في آية من القرآن ولم يعلمها، وهو مؤمن به فلا يشرك حتى تقوم عليه الحجة بها، فإن شك بعدها أشرك، ويقتل إن لم يتب .

ولا يسع جهل الكتب المنزلة على الرسل.

من عاين دائنا بتحليل ما حرم الله، أو بعكسه، فلا يسعه جهل كفره، ولا الشك فيه. وفي وجوب علمه بأن هذا المطيع يثاب، وهذا العاصي يعاقب خلاف، قيل سالم حتى تقوم عليه الحجة، وقيل إذا حسن في عقله فقد لزمه. ومن عاين مرتكبا وإن صغيرة مستحلا له مما يسع جهل علمه، لا ركوبه سلم إن لم يعلم حرمته، مالم يتوله حتى تقوم عليه بتضليله فيردها، وقيل لا يسعه جهل تضليله مطلقا.

ابن بركة: من عاين مرتكبا حراما، ولو محللا له، ولا يعلم حرمته، فقيل يسعه جهل تضليله مالم يتوله، وقيل يسعه الوقوف فيه إن ركبه محرما له.

ومن صلى بثوب يشف، لم يسعه جهل فساد صلاته به ولو ليلا؛ ولزمه البدل لا الكفارة.

ولا يسع جهل جميع ما جاء عن الله عز وعلا؛ ولا جهل تفسيره إذا عرف.

Bogga 57