197

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Noocyada

وروي: لا خير فيمن لا منفعة للمسلمين فيه، وأن لله عبادا خصهم الله بنعمه لمنافع خلقه، يقرها فيهم ما بذلوها، وإن ضيعوها حولها إلى غيرهم؛ وأإن لله وجوها خلقهم لحوائج خلقه يرغبون في الحمد، وأن الله يحب مكارم الأخلاق، وأن أفضل الناس ثوابا غدا أنفعهم للناس اليوم، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله في قضاء حوائج الناس، وإن المؤمن من المؤمن كالرأس من الجسد. ومن رأى من يقتل أو يضرب ضربا يموت به، فعليه أن يفديه إن أمكنه، ولا يلحقه به عطب وإن لعياله، إذ لا يجبر غيره ويميت نفسه. وإن رأى مال أحد يغصب وأمكنه فداؤه لم يلزمه إن كان بالغرم.

فصل

والصاحب بالجنب هو الرفيق في السفر، وقيل: الجار الملاصق، وقيل: الزوجة، وقيل: من يلازم الرجل ويلاصقه ويصاحبه رجاء لخيره.

وروي: ((ليس بمؤمن من لا يأمن منه جاره بوائقه))، فأيما رجل أغلق بابه دون جاره خوفا منه على أهله أو ماله، فليس جاره ذلك بمؤمن، ومن أذى جاره حارب الله.

وما اصطحب -قيل- رجلان، إلا كان أعظمهما أجرا وأقربهما إلى الله -عز وعلا- أرفقهما بصاحبه.

ويروى: يسأل الصاحب عن صحبة صاحبه ولو ساعة، هل أحب له ما أحب لنفسه أم لا؟ ومن كرم الرجل أن يطيب زاده.

وقال عمر: لا يصلح السفر لأقل من ثلاثة، فإن مات واحد جهزه اثنان، والواحد شيطان، والإثنان شيطانان، والثلاثة سفر. ويروى: ركب وقال: إذا كنتم في سفر فأمروا أحدكم.

وروي: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سافر أحد بليل وحده.

وحسن العشرة والصحبة مأمور به، وإن في حضر، وفي السفر أوكد، فإن الأسفار منبئة عن الأحرار، ومظهرة جواهر الرجال، وكرم الفعال. وقال كعب لرجل أراد سفرا: لكل رفقاء كلب، ولا تكن كلب أصحابك.

Bogga 197