Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Noocyada
والتهجم عند لقاء من لا تحبه إن كان يرجى فيه البلوغ إلى ما لا يرجى في التلطف من إعزاز أهل الحق وإذلال أهل الباطل، وإحياء الحق وإماتة الباطل أفضل من التلطف له، والتهجم في وجه الظالم أولى من البشر واللين [103] له.
وينبغي أن لا يوضع اللين في موضع الشدة، ولا يعكس إن أمن حلول الفتن في الشدة، ومعنى ما قيل: من أحب قوما فهو منهم أو حشر معهم، حبهم على باطلهم وتصويب ضلالتهم، وإعانتهم على ذلك، ولا يضره إن كان على غيره.
واختلف بشير وموسى في رجل قتل كافرا فيعجب المسلم قتله، فقال موسى(109) أثم به إن لم يرد استراحة الناس من ظلمه، لا عصيان الله فيه؛ هذا ما في الأثر، ولم يذكر فيه قول بشير.
ويروى: من لم يقبل عذر معتذر لم يرد الحوض غدا، ولو كاذبا في اعتذاره، وإن إبليس قال لفرعون -لعنهما الله-: ما أجرأك على الله، تدعي الربوبية مع ضعفك، وقلة أنصارك، وقصر مدتك، وتعلم أنك عبد ضعيف لرب عظيم! وأنا مع كثرة أعواني، وطول مدتي، ما جسرت على ذلك، فقال له فرعون: هل تعلم من الخلق أخبث مني ومنك؟ قال: من هو؟ قال: من اعتذر إليه ولم يقبل، فهو أشر مني ومنك.
فصل :
روي أنه: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يتلاقيان فيتصاددان، وخيرهما البادئ بالسلام)). ومن هجر وليه أياما لا يكلمه، فقد جاء الأثر أنه: إن هجره ثلاثا فلا ولاية له إن اعتقد قطيعته، وإن ترك كلامه على وجه العتب، ويؤدي حقوقه، ويعتقد ولايته ومواصلته، فلا نحب له ذلك، وهو على ولايته ولو لم يكلمه أكثر من ثلاثة. وقد ابتلي الإخوان بذلك كثيرا.
Bogga 191