Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Noocyada
وكما روي أن رجلا أتاه وعليه ثوب معصفر، فقال له: لو أن ثوبك كان في تنور أهلك لكان خيرا لك، فذهب ثم جاء من الغد، فقال له: ما فعل الثوب؟ فقال: صنعت به ما أمرتني به، فقال له: ما كذا أمرتك، إلا أني أردت أن تلقيه على بعض نسائك، وقيل: أراد لو بعته واشتريت بثمنه دقيقا تخبزه وحطبا توقده، لكان خيرا لك من أن تلبسه، لا إحراقه لأنه فساد، وقيل: أراد إن لم تفهم ما قلت وأردت كسوة به بعض نسائك، لأن المعصفر مكروه للرجال.
ودخل -قيل- رجل على عيسى بن موسى وعنده ابن شبرمه (105)، فقال له(106) عيسى: أتعرفه؟ قال: نعم، إن له بيتا وشرفا وقدما، ولم يكن يعرفه، وإنما أراد بيته الذي يسكن فيه، وأعلاه وقدمه الذي يمشي به، وأوهمه أن له سابقة في الفضل وقدم صدق أي عمل صالح، وشرف في الحسب والنسب.
وللمرء أن يرضي من يخشاه بالقول الحسن مع إضمار خلافه، كما مر.
أبو الحواري: من حدث عن رجل فأخطأ في اللفظ ووافق المعنى جاز له، ولا يكون بذلك كاذبا، كأن يقول لأحد: هلم إلي، فقال عنه تعال، وهو قال: هلم(107) وكان يقول له: اذهب إلى فلان، فقيل عنه قال: امض إليه، فلا كذب فيه، ولو اختلف اللفظ لاتحاد المعنى.
وفي قصة موسى -عليه السلام- ما يدلك على هذا حكاية {سآتيكم}، {إني آتيكم} الآيات؛ ولا يجوز ذلك في الشهادة، لقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها} (سورة المائدة: 108) .
Bogga 188