Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Noocyada
وعلامة التوبة النصوح قلة الطعام والمنام والكلام، قال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم} الآية (سورة الزمر: 54)، فالإنابة -قيل- الرجوع عن الغفلة إلى الذكر مع طهارة القلب، وقيل: إنابة القلب رجوع العبد إلى ربه بنفسه وقلبه وروحه، وإنابة النفس إشتغالها بخدمة الرب، وقيل: إنابة القلب تخليته مما سوى الله، وإنابة الروح دوام الذكر حتى لا يذكر غيره، وقيل: معنى أنيبوا إلى ربكم ارجعوا إليه بالتضرع والدعاء، وفوضوا الأمر إليه، وقيل: الإنابة تورث البهاء في الوجه، والنور في القلب، والقوة في الجوارح، والأمن والعافية، والمحبة في القلوب، وقيل: الإنابة أبلغ من التوبة.
فصل
تقدم أنه لا يعذر متوان عن أداء ما عليه حتى مات ناسيا له، وقيل: يعذر لقوله تعالى: {ولم يصروا} الآية (سورة آل عمران: 135)، قدمهم بالإصرار مع العلم لا مع النسيان، ولقوله أيضا حكاية: {لا تؤاخذنا إن نسينا} الآية (سورة البقرة: 285)، وروي(64): «أن الله عفى عن أمتي الخطأ والنسيان» .
وعن التروايني: أحب أن أنسى ذنوبي. ومن أوعد معروفا ثم أخلف وقد وجده نافق، ومن أعجبه ما مدح به أثم، ومن فرح بقبول كلمة تكلمها نافق، ولا عليه إن فرح لقبول الحق. ومن نوى أن يعمل كبيرة فترك ولم يتب من نواه فمات هلك، وقيل: العزم على المعصية ليس بمعصية حتى تعمل، وهو على الطاعة طاعة. وروي: ((إن الله عفى عن أمتي ما حدثت به أنفسها مالم تتكلم به أو تعمل))، وقد ورد في فضل التوبة أخبار لا يحتملها مختصرنا.
الباب الحادي والعشرون
Bogga 138