103

Taj Carus

تاج العروس

Baare

جماعة من المختصين

على الرحيل أَن يعامَل مُعاملة المفارِق فيُعْتَنق (ضمًّا والتزامًا كالأحبّة) أَي كَمَا يَضمُّون الصُّدُور على الصُّدُور، ويلتزمون بالنحور (لدَى التوديع) أَي مُوَادعة بَعضهم بَعْضًا (ويُكْرَم بِنَقْل الخطوات) أَي بِالْمَشْيِ مُتبعًا (على آثاره) أَي بَقِيَّته كالأعِزَّة، كَمَا فِي نُسْخَة الأَصْل (حالةَ التشييع) قَالَ شَيخنَا: وَقد أورد هَذَا الْكَلَام على جِهَة التَّمْثِيل حضًّا وحثًّا على تعلُّم اللُّغَة والاعتناء بشأنها وتحصيلها بِالْوَجْهِ الْمُمكن، وَإِن لم يُمكن الْكل فَلَا بُد من الْبَعْض فَجَعلهَا كشخص تهيَّأَ للسَّفر، ووقف على ثَنِيَّة الوَداع، وَأوجب تَشييعه وتَوْدِيعه بالاعتناق الْمُشْتَمل على الضمّ والالتزام الَّذِي لَا يكون إلاَّ للخاصة من الأحبَّة فِي وَقت التوديع، وحث على نقل الخُطا فِي آثاره حَالَة التشييع، كَمَا يفعل بِالصديقِ المضنون بمفارقته، ثمَّ أَشَارَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي الزَّمن السَّابِق، من تَعْظِيم أهل اللُّغَة، وإنالتهم جلائل المكاسب فَقَالَ (وَإِلَى الْيَوْم) أَي إِلَى هَذَا الزَّمَان الَّذِي كَانَ فِيهِ (نَالَ القومُ) أَي أخذُوا وأدركوا (بِهِ) أَي بِسَبَب هَذَا اللِّسَان (الْمَرَاتِب) الجليلة (والحُظوظ) الجسيمة (وَجعلُوا) أَي صيروا (حَماطَة) بِالْفَتْح والمهملتين صَميم (جُلْجُلاَنِهِم) بِالضَّمِّ أَي حَبَّة قلبهم، قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ مَأْخُوذ من كَلام سيدنَا عليٍّ ﵁، كَمَا مرَّ، وَفِي الأَصْل: جعلُوا حَمَاطة قُلُوبهم (لَوْحَه) أَي صَحِيفَته (الْمَحْفُوظ) المحروس، أَي جعل قلبه لَوْحَ ذَلِك الشَّيْء، فَإِن الْإِنْسَان إِذا أَكثر من ذكر شَيْء لَازمه وسلَّط قلبه على حفظه ورعايته. وَفِي الْفَقْرَة تضمين (وفاح) أَي انْتَشَر (مِن زهر) أَي نَوْر (تِلْكَ الخمائِل) جمع خَمِيلة (وَإِن أَخطأَه) أَي تجاوزه فَلم يُصِبْه (صوْبُ) أَي قصد أَو نزُول (الغُيُوث) الأمطار (الهَواطل) الغزيرة المتتابعة الْعَظِيمَة الْقطر (مَا تتولّعُ بِهِ) أَي تستنشقه (الْأَرْوَاح) وتحِنُّ لَهُ النُّفُوس (لَا) من الأُمور الْعَارِضَة الَّتِي تَأْخُذهُ (الرِّياح) والأَهْوِية فتفرِّقه، فَفِيهِ الْمُبَالغَة وجناس الِاشْتِقَاق (وتُزْهَى) مَبْنِيا للْمَجْهُول على الفصيح

1 / 103