تمكن جيمي خلال العتمة من رؤية الكتلة الملساء المشطوفة الطرف لقاطرة كبيرة. انطلق دخان من المدخنة في لفائف برونزية وليلكية ضخمة. وعلى مسار القطار تحول الضوء الأحمر إلى الأخضر. بدأ الجرس يرن ببطء، بتكاسل. مدفوعا بالبخار وبشخير عال، تحرك القطار مصلصلا، وتسارع، ثم تسلسل داخل الغسق متأرجحا بضوء خلفي أحمر.
قال جيمي: «يا للهول، ليتني كنت أعيش هنا. إن لدي 272 صورة لقاطرات، سأريها لك في وقت ما إن أردت. إنني أجمعها.» «يا له من شيء طريف أن تجمعها ... اسمع يا جيمي، أنزل الستارة وسأضيء النور.»
عندما ضغطت مايسي على المفتاح، رأيا جيمس ميريفال عند الباب. كان له شعر لامع كالسلك ووجه ذو نمش وأنف أفطس كأنف مايسي. وكان يرتدي بنطال فروسية إلى الركبة ورباطي ساقين من الجلد الأسود وكان يحرك عصا مقشرة.
قال: «مرحبا يا جيمي. أهلا بك في مدينتنا.»
صاحت مايسي: «أتصدق يا جيمس، جيمي لا يعرف أحجار الجاك.»
ظهرت الخالة إيميلي عبر الستائر المخملية الزرقاء. كانت ترتدي قميصا نسائيا أخضر ذا رقبة عالية من الحرير ومزينا بالدانتيل. ارتفع شعرها الأبيض بانحناء ناعم من جبهتها. قالت: «حان وقت غسيل الأيدي يا أطفال، سيكون العشاء جاهزا خلال خمس دقائق ... خذ ابن خالتك يا جيمس إلى غرفتك وأسرعا واخلع ملابس الفروسية تلك.»
كان الجميع قد جلسوا بالفعل عندما تبع جيمي ابن خالته إلى غرفة الطعام. رنت السكاكين والشوكات على نحو رصين في ضوء ست شمعات أحدثت ظلالا حمراء وفضية. عند طرف الطاولة جلست الخالة إيميلي، وجلس بجوارها رجل أحمر العنق مستوي القفا، وفي الطرف الآخر كان زوج خالته جيف، الذي كان يضع دبوسا لؤلئيا في ربطة عنقه ذات النقشة المربعة، يملأ كرسيا عريضا ذا مسندين. حامت الخادمة الملونة حول أهداب الضوء، ممررة المقرمشات المحمصة. تناول جيمي حساءه متيبسا خشية أن يصدر صوتا. كان زوج الخالة جيف يتحدث بصوت مدو بين ملعقة وأخرى من الحساء. «كلا لقد أخبرتك يا ويلكينسون، لم تعد نيويورك كما كانت عندما انتقلنا أنا وإيميلي إلى هنا تقريبا في زمان يشبه زمان رسو فلك نوح ... لقد اجتاح المدينة اليهود الحثالة والأيرلنديون الرعاع، هذا ما يعيبها ... في غضون 10 سنوات لن يتمكن الشخص المسيحي من كسب رزقه ... أؤكد لك أن الكاثوليك واليهود سيطردوننا من بلدنا، ذلك ما سوف يفعلونه.»
قالت الخالة إيميلي مقاطعة وهي تضحك: «إنها القدس الجديدة.» «إنه ليس بالأمر المضحك؛ فعندما يعمل المرء بجد طوال حياته كي يبني تجارة، فلن يروق له أن يطرده حفنة من الأجانب اللعناء، أليس كذلك يا ويلكينسون؟» «إنك منفعل للغاية يا جيف. قد يصيبك ذلك بالتخمة ...» «سأبقى هادئا يا أمي.»
عبس السيد ويلكينسون متثاقلا، وقال: «إن مشكلة الناس في هذا البلد يا سيد ميريفال هي هذه ... الناس في هذا البلد متسامحون للغاية. ليس هناك بلد آخر في العالم يسمح بذلك ... بعد كل ما فعلناه لبناء هذا البلد نسمح لحفنة من الأجانب، رعاع أوروبا، نسل الجيتوهات البولندية، بأن يأتوا ويحكموه بدلا منا.» «حقيقة الأمر هي أن الرجل النزيه لا يلطخ يده بالسياسة، ولا تستهويه المناصب العامة.» «هذا صحيح؛ فالرجل الجاد اليوم يريد المزيد من المال، المزيد من المال أكثر مما يمكنه أن يجنيه من العمل بأمانة في الحياة العامة ... بطبيعة الحال يتجه أفضل الرجال إلى قنوات أخرى.»
أجفل زوج الخالة جيف قائلا: «وأضف إلى ذلك جهل هؤلاء اليهود الحثالة الحقراء والأيرلنديين العشوائيين الذين سمحنا لهم بالانتخاب قبل حتى أن يتحدثوا الإنجليزية ...»
Bog aan la aqoon