389

Xorriyadda Xarashka

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Tifaftire

الدكتور حفني محمد شرف

Daabacaha

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Goobta Daabacaadda

لجنة إحياء التراث الإسلامي

بعيدًا تراني منه أقرب ما ترى ... كأني يوم العيد من رمضان
ومتى شئت أن تتلاشى في هذه المعاني عندك قديمها وحديثها فتدبر ما جاء من هذا الباب في الكتاب العزيز، مثل قوله تعالى: " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " فانظر إلى غرابة هذا التمثيل الذي يتضمن هذا الإفراط في المبالغة مع كونه جاريًا على الحق خارجًا مخرج الصدق، إذا اقتصر فيه على ذكر أضعف المخلوقات وأقلها سلبًا لما تسلبه، وتعجيز كل من دون الله سبحانه كائنًا من كان عن خلق مثله، ثم نزل بهم في التمثيل عن رتبة الخلق إذ هي مما يعجز عن مثلها كل قادر غير الله ﷿ إلى استنقاذ النزر التفه الذي تسلبه الذباب على ضعفها، لأن الظفر بنفسها أيسر من الظفر بما تسلبه، ولم يسمع مثل هذا التمثيل في بابه لأحد قبل نزول القرآن العزيز، ولم يتناوله متناول كما فعل في أكثر المعاني إلى الآن، ولو تتبع ذلك في الكتاب الكريم لوجد لهذا الموضع أمثال شتى كقول رسول الله ﷺ " حمى الوطيس " و" مات حتف أنفه " " ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين "، " والسعيد من وعظ بغيره " في أشياء كثيرة مما اخترعه النبي ﷺ ولم يتبع فيه إلى الآن.

1 / 474