251

Xorriyadda Xarashka

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Baare

الدكتور حفني محمد شرف

Daabacaha

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Goobta Daabacaadda

لجنة إحياء التراث الإسلامي

فعصاه فلان، وفي ضمن ذلك وصف الله ﷾ بالعدل فيما ضربه على إبليس من خزي الدنيا وحتمه عليه من عذاب الآخرة. ومثال ذلك قوله ﷾: " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا " فإن في الإخبار عن المدة بهذه الصيغة تهويلًا على السامع لتمهيد عذر نوح ﵇ في الدعاء على قومه، وحكمة الإخبار عن المدة بهذه الصيغة تعظيم المدة لكون أول ما يباشر السمع ذكر الألف، واختصار اللفظ، فإن لفظ القرآن أخصر من قولنا تسعمائة سنة وخمسون عامًا كيفما قدرت اللفظتين، فلأن لفظ القرآن يفيد حصر العدد المذكور، ولا يحتمل الزيادة عليه، ولا أن ينقص منه، فإن إخبارك عمن سكن دار ثلاثين يومًا، بأنه سكن عشرين يومًا صادق لأنه سكن العشرين وزيادة، بخلاف قولك: سكن أربعين إلا عشرة أيام، فإن هذا اللفظ لا يحتمل الزيادة. وكقوله سبحانه " فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ " فإنه سبحان هذا لما علم أن وصف الشقاء يعم المؤمن العاصي، والكافر المسيء، استثنى من حكم بخلوده في النار بلفظ مطمع، حيث أثبت الاستثناء المطلق وأكده بقوله، " إن ربك فعال لما يريد "، أي أنه لا اعتراض عليه في إخراج أهل الشقاء

1 / 335