قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى قرأها (١) أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا إلا يتلوها (٢).
السادس: قتاله أهل الردة ومخالفته في ذلك للصحابة (٣) حتى استقامت الكلمة وانتشرت الشريعة (ورجع إلى الإسلام من خرج عنه) (٤) ولله الحمد على خلافته وقيامه بالحق الواجب في ذلك، إذ كان في قتاله لأهل الردة تجديد للإسلام وتثبيت لأهل الإيمان، ولذلك قال عمر بن الخطاب ﵁ (٥) آخرا: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرف (٦) أنه الحق (٧).
فانظر إلى هذه المقامات التي يحار فيها أولو الألباب من الصحابة فتطيش (لديها) (٨) أحلامهم كيف تجد فيها أبا بكر رابط الجأش ثابت اليقين ماضي العزم، وما ذاك إلا للسر الذي وقر في صدره مما سبقهم جميعا به، فيحق أن يسمى بالصديق على الإطلاق، ولقد شهر بذلك حتى صار لا يعرف إلا به عند الخاصة والعامة.
_________
(١) في (ب): تلاها.
(٢) رواه البخاري (١١٨٥ - ٤١٨٧) وغيره عن أبي سلمة عن ابن عباس.
(٣) في (ب): الصحابة.
(٤) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٥) من (ب).
(٦) في (ب): فعرفت.
(٧) رواه البخاري (١٣٣٥ - ١٣٨٨ - ٦٥٢٦ - ٦٨٥٥) ومسلم (٢٠) وغيرهما عن أبي هريرة.
(٨) كذا في (ب)، وفي (أ): بياض.
1 / 60