بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين الْحَمد لله رب الْعَالمين وصلواته وَسَلَامه على سيدنَا مُحَمَّد خير خلقه وعَلى سَائِر النَّبِيين وَآل كل وَسَائِر الصَّالِحين وَأشْهد أَن لَا إِلَه لَا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله صلى الله وَسلم عَلَيْهِ وزاده فضلا وشرفا لَدَيْهِ أما بعد فَإِن التَّنْبِيه من الْكتب المشهورات النافعات المباركات المنتشرات الشائعات لِأَنَّهُ كتاب نَفِيس حفيل صنفه إِمَام مُعْتَمد جليل فَيَنْبَغِي لمن يُرِيد نصح الطالبين وهداية المسترشدين والمساعدة على الْخيرَات والمسارعة إِلَى المكرمات أَن يعتني بتقريبه وتحريره وتهذيبه وَمن ذَلِك نَوْعَانِ أهمهما مَا يُفْتى بِهِ بِهِ من مسَائِله وَتَصْحِيح مَا ترك المُصَنّف تَصْحِيحه أَو خُولِفَ فِيهِ أَو جزم بِهِ خلاف الْمَذْهَب أَو أنكر عَلَيْهِ من حَيْثُ الْأَحْكَام وَقد جمعت ذَلِك

1 / 27

كُله فِي كراسة قبل هَذَا وَالثَّانِي بَيَان لغاته وَضبط أَلْفَاظه وَبَيَان مَا يُنكر مِمَّا لَا يُنكر والفصيح من غَيره وَقد استخرت الله الْكَرِيم الرؤوف الرَّحِيم فِي جمع مُخْتَصر أذكر فِيهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى جَمِيع مَا يتَعَلَّق بِأَلْفَاظ التَّنْبِيه فأبين فِيهِ إِن شَاءَ الله اللُّغَات الْعَرَبيَّة والمعربة والألفاظ المولدة والمقصورة والمحدودة وَمَا يجوزان فِيهِ والمذكر والمؤنث وَمَا يجوزان فِيهِ وَالْمَجْمُوع والمفرد والمشتق وَعدد لُغَات اللَّفْظَة وَأَسْمَاء الْمُسَمّى الْوَاحِد المترادفة وتصريف الْكَلِمَة وَبَيَان الْأَلْفَاظ الْمُشْتَركَة ومعانيها والفروق بَينهَا كلفظة الْإِحْصَان وَمَا اخْتلف فِي أَنه حَقِيقَة أَو مجَاز كلفظة النِّكَاح وَمَا يعرف مفرده ويجهل جمعه وَعَكسه وَمَاله جمع وَمَا لَهُ جموع وَبَيَان جمل مِمَّا يتَعَلَّق بالهجاء وَمَا يكْتب بِالْوَاو أَو الْيَاء أَو الْألف وَمَا قيل فِي جَوَازه بِوَجْهَيْنِ أَو بِثَلَاثَة كالربا وأنبه فِيهِ على جمل من مهمات قَوَاعِد التصريف المتكررة وأذكر فِيهِ جملا من الْحُدُود الْفِقْهِيَّة المهمة كَحَد الْمثْلِيّ وحد الْغَضَب وَنَحْوهمَا وَالْفرق بَين المتشابهات كَالْهِبَةِ والهدية وَصدقَة التَّطَوُّع وكالرشوة والهدية وَبَيَان مَا قد يلحن فِيهِ وَمَا أنكر على المُصَنّف وَعنهُ جَوَاب وَمَا لاجواب عَنهُ وَمَا غَيره أولى مِنْهُ وَمَا هُوَ صَوَاب وتوهم جمَاعَة أَنه غلط وَمَا يُنكر من

1 / 28

جِهَة نظم الْكَلَام وتداخله وَالْعَام وَالْخَاص وَعَكسه وَمَا صَوَابه أَن يكون بِالْفَاءِ دون الْوَاو وَعَكسه وَبَيَان جمل مهمة ضبطناها عَن نُسْخَة المُصَنّف وَهِي صَوَاب وَفِي كثير من النّسخ خلَافهَا وَبَيَان مَا أنكر على الْفُقَهَاء وَلَيْسَ مُنْكرا وَبَيَان جمل من صور المسئل المشكلة مِمَّا لَهُ تعلق بالالفاظ وَغير ذَلِك من النفائس الْمُهِمَّات كَمَا ستراها فِي موَاضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى واضحات وألتزم فِيهِ الْمُبَالغَة فِي الْإِيضَاح مَعَ الِاخْتِصَار المعتدل والضبط الْمُحكم الْمُهَذّب وَقد اضبط مَا هُوَ وَاضح وَلَكِن قد يخفى على بعض المبتدئين وَحَتَّى مَا ذكرت فِيهِ لُغَتَانِ أَو لُغَات قدمت الْأَفْصَح ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ إِلَّا أَن أنبه عَلَيْهِ وَمَا كَانَ من لغاته ومعانيها غَرِيبا أضيفه غَالِبا إِلَى ناقله وَهَذَا الْكتاب وَإِن كَانَ مَوْضُوعا للتّنْبِيه على مَا فِي التَّنْبِيه فَهُوَ شرح لمعظم أَلْفَاظ كتب الْمَذْهَب وعَلى الله اعتمادي وَإِلَيْهِ تفويضي واستنادي وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل قَوْله الْحَمد لله هُوَ الثَّنَاء عَلَيْهِ بجميل صِفَاته وَالشُّكْر وَالثنَاء بإنعامه ونقيض الأول الذَّم وَالثَّانِي الْكفْر قَوْله حق حَمده أَي أكمله قَوْله وصلواته على مُحَمَّد خير خلقه الصَّلَاة من الله تَعَالَى ٢ الرَّحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة الاسْتِغْفَار وَمن الْآدَمِيّ تضرع وَدُعَاء وَسمي نَبينَا مُحَمَّدًا ﷺ لِكَثْرَة خصاله المحموده أَي الْهم الله الْكَرِيم أَهله ذَلِك لما علم من خصاله المحمودة وَهُوَ خير الْخَلَائق أَجْمَعِينَ

1 / 29

وَقَوله وعَلى آله وَصَحبه جُمْهُور الْعلمَاء على جَوَاز إِضَافَة آل إِلَى مُضْمر كَمَا اسْتَعْملهُ المُصَنّف وَأنْكرهُ الْكسَائي والنحاس والزبيدي قَالُوا لَا يَصح إِضَافَته إِلَى مُضْمر وَإِنَّمَا يُضَاف إِلَى مظهر فَيُقَال وعَلى آل مُحَمَّد وَالصَّوَاب الْجَوَاز وَلَكِن الأولى إِضَافَته إِلَى مظهر وَفِي حَقِيقَة الْآل مَذَاهِب أحداها بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب وَهُوَ اخْتِيَار الشَّافِعِي وأصحابنا وَالثَّانِي عترته وَأهل بَيته وَالثَّالِث جَمِيع الْأمة وَاخْتَارَهُ الْأَزْهَرِي وَغَيره من الْمُحَقِّقين والصحب جمع صَاحب كراكب وَركب وَهُوَ كل مُسلم رأى النَّبِي ﷺ وَصَحبه وَلَو سَاعَة هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَقَول الْمُحدثين وَالثَّانِي من طَالَتْ صحيه ومجالسته على الطَّرِيق التبع وَهُوَ الرَّاجِح عِنْد الْأُصُولِيِّينَ قَوْله كتاب هُوَ من الْكتب وَهُوَ الْجمع وَهُوَ مصدر سمي بِهِ الْمَكْتُوب مجَازًا قَوْله مُخْتَصر هُوَ مَا قل لَفظه وَكَثْرَة مَعَانِيه قَوْله مَذْهَب الشَّافِعِي هُوَ مَنْسُوب إِلَى جده شَافِع وَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْعَبَّاس بن عُثْمَان بن شَافِع بن السَّائِب بن عبيد بن عبد يزِيد بن هَاشم بن الْمطلب بن عبد منَاف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي بن غَالب بن فهر بن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان ويلتقي مَعَ النَّبِي ﷺ فِي عبد منَاف فَإِنَّهُ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف وَيُقَال لؤَي بِالْهَمْز وَتَركه وقريش

1 / 30

هم أَوْلَاد النَّضر وَقيل أَوْلَاد فهر وَقيل غير ذَلِك وَالصَّحِيح الْمَشْهُور هُوَ الأول وَالْإِجْمَاع مُنْعَقد على هَذَا النّسَب إِلَى عدنان وَلَيْسَ فِيمَا بعده إِلَى آدم طَرِيق صَحِيح فِيمَا ينْقل وَالنّسب إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي شَافِعِيّ وَلَا يُقَال شفعوي فَإِنَّهُ لحن فَاحش وَإِن كَانَ قد وَقع فِي بعض كتب الْفِقْه للخراسانيين كالوسيط وَغَيره فَهُوَ خطأ فليجتنب قَوْله الْحَوَادِث هِيَ الْمسَائِل الْحَادِثَة قَوْله وَبِه التَّوْفِيق هُوَ خلق قدرَة الطَّاعَة والخذلان خلق قدرَة الْمعْصِيَة هَذَا مَذْهَب أَصْحَابنَا الْمُتَكَلِّمين قَوْله وَهُوَ حسبي أَي كَافِي قَوْله وَنعم الْوَكِيل أَي الْحَافِظ وَقيل الموكول إِلَيْهِ تَدْبِير خلقه وَقيل الْقَائِم بمصالحهم قَوْله الطَّهَارَة هِيَ فِي اللُّغَة النَّظَافَة وَفِي اصْطِلَاح الْفُقَهَاء رفع حدث وَإِزَالَة نجس أَو مَا فِي مَعْنَاهُمَا وَهُوَ تَجْدِيد الْوضُوء والأغسال المسنونة والغسلة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة فِي الْوضُوء والنجاسة والتميم وَغير ذَلِك مِمَّا لَا يرفع حَدثا وَلَا نجسا وَلكنه فِي مَعْنَاهُمَا قَوْله تَعَالَى ﴿مَاء طهُورا﴾ هُوَ المطهر فوله قصد إِلَى تشميسه يُقَال قصدته وقصدت لَهُ وقصدت إِلَيْهِ ثَلَاث لُغَات محققات وَقد ثَبت الثَّلَاث فِي صَحِيح مُسلم فِي حَدِيث ٢

1 / 31

Usul - Qalabka Cilmi-baarista ee Qoraalada Islaamka

Usul.ai waxa uu u adeegaa in ka badan 8,000 qoraal oo Islaami ah oo ka socda corpus-ka OpenITI. Hadafkayagu waa inaan fududeyno akhrinta, raadinta, iyo cilmi-baarista qoraalada dhaqameed. Ku qor hoos si aad u hesho warbixinno bille ah oo ku saabsan shaqadayada.

© 2024 Hay'adda Usul.ai. Dhammaan xuquuqaha waa la ilaaliyay.