Xoraynta Fikirka
تحرير الأفكار
Noocyada
الرواية الثالثة رقم ( 15 ): عن شعبة وابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قال: صليت خلف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا يجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [.
والجواب عن هذا النوع: إن عدم سماع أنس للجهر بها لا يدل على أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يجهر إلا إذا كان بحيث يسمع لو جهر بها، ولم يثبت أنه كان قريبا من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بحيث يسمع إذا جهر بها، وليس مظنة القرب لأنه من صغار الصحابة، وعلى هذا فلا يصح معارضة روايات الجهر المثبتة له بهذه الرواية التي لم تصرح بنفي الجهر ولا صحت دلالتها على معنى نفي الجهر.
وأيضا يحتمل أن أنسا لم يكن ينتبه للجهر بها بعينها لغفلته أولا مع حداثة سنه، وثانيا لعدم الخوض في الجهر بها، فلا يخطر بباله أن يتأمل هل يجهر بها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن كان يسمعه يجهر بالقراءة جملة، ولذلك لا ينتبه للجهر بالبسملة على التعيين.
قال في نصب الراية ( ج 1 ص 363 ): وغير مستبعد وقوع الاختلاف في مثل هذا. وكم من شخص يتغافل عن أمر هو من لوازمه حتى لا يلقي إليه بالا البتة، وينتبه لأمر ليس من لوازمه ويلقي إليه باله بكليته. ومن أعجب ما اتفق لي أني دخلت جامعا في بعض البلاد لقراءة شيء من الحديث، فحضر إلي جماعة من أهل العلم وهم من المواظبين على الجماعة في الجامع، وكان إمامهم صيتا يملأ الجامع صوته، فسألتهم عنه هل يجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ أو يخفيها ؟ فاختلفوا علي في ذلك، فقال بعضهم: يجهر بها وقال بعضهم: يخفيها. وتوقف آخرون، انتهى المراد.
Bogga 262