وأصل هذا كله من ترك الاعتصام بالكتاب والسنة، ولزوم التوحيد، والصدق، والعدل. فمن التزم الصراط المستقيم بالإيمان والتقوى كان سعيدا في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون} [البقرة: 103]. وهذا عامة ما تسلط الجن -إما بأنفسها وإما بإرسال بعض الإنس- على أهل الكفر والفسوق، ومن يكون ناقصا في عقله ودينه. كما أن شياطين الإنس وفساقهم إنما يتسلطون على الرجل فيضرونه في دينه ودنياه بحسب ضعفه وعجزه عنهم، فمن كان أنقص عقلا ودينا كان إفسادهم لعقله ودينه أهون عليهم، ومن كان أعجز عن دفعهم عن نفسه وماله كان تسلطهم على نفسه وماله أهون عليهم، فهكذا الجن. ومن له خبرة بشيء من هذا الباب فعنده من هذه الأمور ما يعرف به تحقيق ما قلناه.
Bogga 37