وهذا الكتاب يشتمل على تحقيق من يتصف بهذه الرتبة التي هي الصحبة الشريفة، وبماذا تثبت من الطرق حتى يحكم للواحد منهم بالرتبة المنيفة. ثم إثبات العدالة لجميعهم ﵃، وأنه لا يشذ عن هذه المنقبة أحد منهم، وذكر المذاهب الشاذة وبيان ما يعتمد من قويم المسالك.
وبالله تعالى التوفيق. وإياه نسأل الهداية إلى أقصد الطريق. إنه بالإجابة جدير وعلى ما يشاء قدير.
والكلام فيما قصدنا له ينحصر في ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: فيما يثبت به إسم الصحبة حتى ينطلق على من قام به إسم الصحابي، وفي ذلك مذاهب متباينة.
الأولى: وهو الذي عليه جمهور أهل الحديث.
"أنه كل مسلم رآه النبي ﷺ ولو لحظة وعقل منه شيئًاَ، فهو صحابي، سواء كان ذلك قليلًا أو كثيرًا".
وهذا ما حكاه القاضي عياض وغيره عن أحمد بن حنبل ﵀.
ورواه عبدوس بن مالك قال: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل ﵀ يقول:
"كل من صحبه سنة أو شهرًا أو ساعة أو رآه فهو من
1 / 30