المطلب الثّاني: مولده، ونشأته، ورحلاته
لَمْ تضِنّ علينا المصادرُ المترجمة لشَمس الدِّين الكرْمانيّ بشيءٍ من حياتِه، كما وقعَ لغيرِه من العُلماء ممَّن طوت الأيامُ حياتَهم، ولفَّ النِّسيانُ سِيَرهم وأَخْبارَهم، فلم يُبْق لهم مَا يُذكرُون بِه إلا ما بقي من آثارِهم. ولعل الفضلَ كل الفضلِ في ذلك يعودُ إلى ابن المؤلِّف البارِّ (يحيى)؛ حيثُ ترجمَ لوالده ترجمةً وافيةً ضافية؛ تعرَّض فيها -بشيءٍ من التَّفصيل- لمسيرة حياتِه، ابتداءً من ولادتِه وحتَّى مماتِه (١)، وهو ما نفسِّر به اتِّفاقَ المترجمين له عَلى نُقاطٍ كثيرةٍ في حياتِه، وعدمِ اختلافهم حوله إلا في التَّفصيلاتِ الدَّقيقة، وفي النَّادر اليسير.
مولده:
وُلِدَ شمس الدِّين الكِرمانيّ يومَ الخميس، السَّادسَ عشرَ من جُمادى الآخرة، سنة سبع عشرة وسبعمائة من الهِجْرة النَّبويَّة (٢).
_________
(١) ينظر كتابه: مجمع البحرين وجَوْهر الحبرين: (جـ ١ ل / ٣).
(٢) ينظر مصادر ترجمته السَّابقة، نفس الصّفحات، فجلّها أَجْمع على تحديد شهر وسنة ولادته، ولم يشذّ عنها إلَّا السُّيوطيُّ في البُغْية حيث قال (١/ ٢٧٩): "ولد يوم الخميس سادس عشرين جمادى الآخرة".
والدَّاوديُّ في طبقاته؛ حيث قال (٢/ ٢٥٨): "ولد يوم الخميس سادس عشرين جمادي الآخرة".=
1 / 63