السَّادسُ: إمكانُ الإنكارِ إن احْتيج إليه، كما تقول عند وجودِ القرينة:
يُعْطي ويَمْنعُ لا بُخلًا ولا كَرَمًا.
ولا تذكر المُسْند إليه لتتمكّنَ من الإنكار؛ أي: إن احتجت إليه، وكما قال الصدِّيق [﵁] (١) -في جوابِ سُؤالِ الكفّار: مَنْ هَذا؟ - (٢): (رَجُلٌ يَهْدِيني السَّبِيلَ)، قريبٌ منه (٣).
= أضاءَتْ لهم أحْسابُهم ووجوهُهمْ ... دُجى اللَّيل حتَّى نظّم الجزع ثاقِبُه
نجومُ سماءٍ كلَّما انقضَّ كَوْكَبٌ ... بَدا كَوْكَبٌ تأوي إليه كَواكِبُه
أي: هم نجوم. فقد حذف المسند إليه تطهيرًا له عن اللِّسان.
(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من: أ، ب.
والصِّدِّيق هو: أبو بكر؛ عبد الله بن أبي قُحافة عثمان بن عامر التّيميّ القرشيّ؛ لُقّب بالصّدِّيق وبالأوّاه. خليفة رسول الله ﷺ بعد موته، وأبو زوجه عائشة أمّ المؤمنين. أوّل الرجال إسلامًا، ولد بعد مولد النّبيّ ﷺ بسنتين وأشهر، وتوفّي سنة ١٣ للهجرة عن عمر يناهز (٦٣) عامًا.
ينظر في ترجمته: السِّيرة النّبويّة لابن هشام: (١/ ٢٤٩)، الطّبقات الكبرى لابن سعد: (٣/ ١٦٩ - ٢٠٢)، تاريخ الطّبريّ: (٣/ ٤٢٠ - ٤٣١).
(٢) صحيح البخاريّ: (٥/ ١٦١) وإحدى روايتي ابن سعد في الطبقات: (١/ ٢٣٥) بتصرّف طفيف. أَمَّا الرِّواية الأخرى (١/ ٢٣٤) فبلفظ: "هَادٍ يَهْدِيني".
(٣) إنّما قال: "قريبٌ منه" ولم يقل: "منه" لاختلاف بينهما؛ فإنّ الدّاعي إلى الإنكار في الأوَّل ما نشأ عن الحذف؛ وهو عدم التّصريح بالمسند إليه؛ ليتأتى الإنكار -إن احتيج إليه- فيما بعد بالقول: ما عنيت فلانًا بل غيره. أَمَّا الثَّاني فإن الدّاعي إلى =