Tahqiq Amal
تحقيق الآمال فيما ينفع الميت من الأعمال
Noocyada
التشييع والدفن
وفي تشييع جنازة المسلم والصلاة عليه وحضور دفنه فضل وثواب كثير. وفي الحديث الصحيح: ((إن من شيع جنازة مسلم حتى يصلي عليها كان له قيراط من الأجر، فإن بقي معها حتى يحضر دفنها كان له قيراطان والقيراط مثل جبل أحد)) الحديث.
وينبغي الإسراع بالميت وتعجيله إلى قبره. فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها إلى أين تذهبون بها؟))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((أسرعوا بالجنازة، فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم)).
وللميت شعور ومعرفة بمن يغسله ويكفنه ويدليه في قبره. وقد ورد أن روحه بيد ملك يقف بها بالقرب منه ويمشي بها مع جنازته، وأنه يسمع ما يثنى به عليه من خير أو شر، فإذا وضع الميت في قبره فمن المستحب أن يقول الذي يضعه فيه: باسم الله وعلى ملة رسول الله، وأن يحثو من يدنو من القبر ثلاث حثيات، ويقول مع الأولى: {منها خلقناكم} ومع الثانية: {وفيها نعيدكم} ومع الثالثة: {ومنها نخرجكم تارة أخرى}، ويصب عليه التراب قليلا قليلا برفق، فإذا سوى عليه التراب فينبغي أن يمكث عنده الحاضرون ساعة، يتلون القرآن ويستغفرون للميت ويدعون له بالتثبيت، فإنه حينئذ يسأل كما في الحديث، أي يسأله الملكان منكر ونكير اللذان هما فتانا القبر، يسألان الميت بعد ما يدفن كما في الأثر: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟.
فمن ثبته الله قال: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، ومن أزاغه الله حار وتردد، على وفق ما كان عليه في الدنيا، من الشك والزيغ والإضاعة لأمر الله، وارتكاب محارمه، فيقول: هاه هاه لا أدري، كما ورد في الأحاديث الصحيحة، فعند ذلك يضربانه، ويضيق عليه قبره، ويملأ عليه عذابا.
Bogga 83