مسألة في فساد قولهم بالكسب
بلغ أن المتقدمين من المجبرة لما رأوا لزام ما ألزمناهم من بطلان الأمر والنهي والثواب والعقاب، وأن مذهب جهم يؤدي إلى ذلك، احتالوا لأنفسهم لعلهم يتخلصون من ذلك فقالوا: إنها خلق لله كسب للعبد، ولم يعلموا أنه لا مخلص لهم من تلك الإلزامات، وأن هذا القول زادهم فسادا؛ لأن قول جهم معقول وإن كان باطلا وأن قولهم في الكسب غير معقول، والكلام منه في موضعين:
أحدهما: أنه غير معقول.
والثاني: أنه وإن عقل فلا يصح.
ونحن نبين ما يلزمهم في ذلك في الفصلين، فيقال لهم:
Bogga 111