166

والإيمان اسم لجميع الطاعات، والمؤمن اسم لمن يستحق الثواب، والكافر اسم لمن يستحق العقاب، وكلها أسماء شرعية نقلت من اللغة، وقد قال تعالى: ?بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان?[الحجرات:11]، وقال: ?أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون?[السجدة:18]، وقال: ?كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون?[يونس:33]، ثم بين من المؤمن فقال: ?قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون?[المؤمنون:1-2] فبين صفة المؤمن، وكذلك قال في سورة الأنفال: ?إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم?[الأنفال:2]، وقال تعالى: ?وما كان الله ليضيع إيمانكم?[البقرة:143] يعني صلاتكم إلى بيت المقدس.

ويقال له: الفاسق من أهل المدح أم من أهل الذم؟.

فإن قال: من أهل المدح، خالف الإجماع، وإن قال: من أهل الذم.

قلنا: فوجب أن لا يجري عليه اسم المدح، وقولنا: مؤمن اسم مدح، كما يقال: دين ومؤمن ومتقي.

فإن قال: أنا أقول مؤمن بإيمانه فاسق بفسقه.

قلنا: فقل مؤمن بإيمانه كافر بكفره؛ ولأن بين هذين الاسمين تنافي، وأن أحدهما مدح وتعظيم والآخر ذم وتهجين.

فإن قال: الكفر يضاد الإيمان.

قلنا: والفسق يضاده.

فإن قال: إذا خرج من الإيمان وجب أن يكفر.

قلنا: بل يفسق، وقد قال: ?وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان?[الحجرات:7]، ففصل ثلاث درجات على ما نقوله، والمراد بالعصيان الصغائر.

ويقال: استوى الفاسق والمؤمن؟.

فإن قال: نعم، رد عليه الشرع والعقل، وإن قال: لا.

Bogga 190