============================================================
يجز استعمال لفظة (مع) فيه لأن معناها المصاحبة، وخاصيتها أن تقع في الموطن الذي يجوز أن يقع الفعل فيه من واحد، والمراد بذكرها الإبانة عن المصاحبة التي لو لم تذكرلما عرفت.
وقد مثل النحويون في الفرق بينها وبين الواو فقالوا: إذا قيل: جاء زيذ وعمرو: ك ان إخبارا عن اشتراكهما في المجيء، على احتمال أن يكونا جاءا(1) في وقت واحد أو سبق أحدهما، فإن قيل: جاء زيد مع عمرو؛ كان إخبارا عن مجيئهما متصاحبين، وبطل تجويز الاحتمالين الآخرين، فذكر لفظة (مع) هاهنا أفاد إعلام المصاحبة، وقد استعملت حيث يجوز أن يقع الفعل فيه من واحد، فأما في الموطن الذي يقتضي أن يكون الفعل فيه لأكثر من واحد فذكرها فيه خلف من القول، ولذلك لم يجز أن يقال: اجتمع زيد مع عمرو، كما لم يجز أن يقال: اصطحبزيد وعمرو معا؛ لاستغناء عن لفظة (مع) بما دلت عليه صيغة الفعل (2) .
قلت: وقد رد عليه الشيخ ابن بري رحمه الله فقال: لايمنع في قياس العربية أن يقال: اجتمع زيد مع عمرو، واختصم جعفر مع بكر ؛ بدليل جواز: اختصم زيد وعمرو، واستوى الماء والخشبة، وواو المفعول معه هي بمعنى (مع) ومقدرة بها، فكما يجوز: استوى الماء والخخشبة، فكذلك يجوز: استوى الماء مع الخشبة، واشتوى في هذا مثل اختصم، أعني في المساواة تكون بين اثنين فصاعدا كالاختصام، كقولهم: استوى الحر والعبد في هذا الأمر(3، فإذا جاز في هذه الأفعال دخول واو المفعول معه جاز فيها دخول (مع) (4).
(1) في المخطوط:4 جاء1 بالأفراد.
(2) الدرة (و) ص 15-16، والدرة (ض) 34 -35، والدرة (ك) 26-27، وشرح الخفاجي 152، وانظر: الارتشاف 1458/3، والجنى الداني 184.
(3) في المخطوط: فصاعدا كقولهم استوى الحر والعيد في هذا الأمر كالاختصاص ، ولا وجه للتقديم أو لذكر الاختصاص هاهنا، والتصويب من الحواشي746، وشرح الخفاجي 152. .
(4) حواشي ابن بري 746-747، وشرح الخفاجي 152.
147
Bogga 149