جهنم مسيرة أربعين عاما إلى أن ينتهى إلى شجرة الزقوم، فزعموا أنه إذا خلا العدد
وانقضى الأجل فلا عقاب، عن ابن عباس. وقيل: أياما بقدر الجرائم ثم يخرج إلى الحياة، كما هو مذهب المرجئة، عن أبي علي. وقيل: أياما معدودة، يعني: قلائل، ثم يشفع لنا آباؤنا، وهم الأنبياء. فكذبهم الله تعالى وقال: قل يا محمد أتخذتم عند الله عهدا أي موثقا أنه لا يعذبكم إلا هذه المدة فلن يخلف الله عهده يعني وعده بذلك أم تقولون على الله ما لا تعلمون صحته، أي تكذبون عليه.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على أن الجبر والإلجاء من دين اليهود.
وتدل على أن العذاب دائم؛ لأن نعمة الله لما عظمت عظم الكفران فتأبد العقاب.
وتدل على أنه لا دليل على الإرجاء، وأنه ليس في كتاب الله الخبر بانقطاع العذاب، فلذلك طالبهم بذلك، ولو كان ثابتا لما طالبهم به.
وتدل على حسن الجدال في الدين لذلك قال: قل أتخذتم عند الله عهدا.
ويقال: هل يدل الإنكار عليهم في هذه الآية أنه ليس عندهم عهد في أجل من يوافي بكبيرة؟
قلنا: قال أبو علي: نعم؛ لأنهم لم يقروا بأنهم كفار، والكلام خرج على جهة الإنكار العام.
وتدل على عظيم ذنب من يقول على الله ما لا يعلم.
قوله تعالى: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (81) (القراءة)
Bogga 456