260

يظنون يعني: لا يعلمون الكتاب وما فيه، ويجحدون نبوتك بالظن، عن ابن عباس.

وقيل: إنهم لا يعتقدون ما هم عليه من بطلان نبوتك، وإنما يظنون، وقيل: لا يعلمون ما في الكتاب من حلال وحرام، ولكن يظنون ذلك، وقيل: ما يقولونه توهم لا يقين، عن قتادة والربيع، وقيل: كذب، عن مجاهد.

* * *

(الأحكام)

الآية تدل على بطلان قول أصحاب المعارف؛ لأنه بين أنهم لا يعلمون الكتاب إلا قراءة وتلاوة، ثم حقق بقوله: يظنون، ولو عرفوا الحق ضرورة لما صح وصفهم بذلك.

وتدل على أن الحجة بالكتاب قائمة على العوام، وإن لم يعلموا حيث تمكنوا من العلم به.

وتدل على أن الاقتصار على الظن في باب الديانات وما طريقه العلم لا يجوز.

وتدل على أن التقليد في معاني الكتاب فيما طريقه العلم لا يجوز.

وتدل على أن الاعتماد يجب أن يكون على معرفة معاني الكتاب لا تلاوته، وفيها زجر عن سلوك طريقة أولئك وأخذ منهاجهم.

قوله تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (79)

* * *

(اللغة)

الويل: أصله الهلاك.

والكسب: فعل يجتلب به نفعا، أو يدفع به ضررا، يقال: كسب كسبا، وأصله الاكتساب، وهو طلب الرزق، واجتلاب النفع.

* * *

(الإعراب)

(فويل) رفع لأنه مبتدأ به، ويجوز في العربية النصب، ولا يقرأ به.

Bogga 451