إظهار الحق، وفيه تحذير من مثل حالهم، وتدل على أن القوم كانوا مكابرين
معاندين، علموا الحق وتركوه، وتدل على معجزة لنبينا - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبرهم عن سرائر أخبارهم.
قوله تعالى: (أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون (77)
* * *
(القراءة)
قراءة العامة يسرون ويعلنون بالياء، وعن بعضهم بالتاء على المخاطبة.
* * *
(اللغة)
الإعلان: الإظهار، وهو إخراج الشيء إلى ما يقع عليه الإدراك.
والإسرار: الإخفاء.
والإعلان: نقيض الإسرار.
* * *
(الإعراب)
الألف في قوله: أولا يعلمون ألف استفهام صارت بمعنى التوبيخ، ونظيره قوله تعالى: (كيف تكفرون بالله).
* * *
(المعنى)
أولا يعلمون يعني اليهود عن أكثر المفسرين، وقيل: يعني المنافقين، عن أبي علي أن الله يعل ما يسرون من كفرهم بمحمد وما يعلنون يظهرون للمؤمنين من قولهم: إنا آمنا، عن الحسن وقتادة وجماعة، وقيل: هو عام، يعني: يعلم جميع ما يسرون وما يعلنون، عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: أولا يعلمون أن مثل هذه المخاريق لا تروج على من يعلم السر والعلانية ، وقيل: معناه أولم يعلموا بالآيات والدلالة التي أقامها الله تعالى، أن الله يعلم سرهم وعلانيتهم، عن أبي مسلم، وقيل: أولم يعلموا أن الله الذي أقروا به يعلم سرهم وجهرهم، عن أبي علي، وهذا يدل على أنهم كانوا عالمين مقرين بالله.
Bogga 448