200

والرؤية: الإدراك بالبصر، ثم يستعمل بمعنى العلم، ومنه رأى بقلبه، تشبيها، ومنه المرآة لأنه يرى بها.

والجهر والعلانية بمعنى يقال: جهر فلان بكلامه، وجهر بقراءته إذا أعلن، وضده السر، فأصله الظهور، وحد الجهر ظهور الشيء للمعاينة.

والصاعقة: أصلها نار تنزل من السماء تحرق ما تأتي عليه، ثم يستعمل في كل عذاب.

والنظر: تقليب الحدقة نحو المرئي التماسا لرؤيته مع سلامة الحاسة، ثم يستعمل في الفكر توسعا.

* * *

(الإعراب)

يقال: ما وزن يرى؟

قلنا: يفعل؛ لأن أصله يرأى، قال الشاعر، وجاء به على الأصل: أري عيني ما لم ترأياه ... كلانا عالم بالترهات وجهرة: نصب على الحال.

* * *

(المعنى)

ثم ذكر تعالى خصلة من خصال أسلافهم فقال تعالى: وإذ قلتم أي اذكروا إذ قلتم، أي قال أسلافكم، ومن أنتم على طريقتهم: يا موسى لن نؤمن لك يعني لا نصدقك فيما تصف الله به من الصفات حتى نراه جهرة: معاينة، وقيل: لا نصدقك في نبوتك، عن الأصم، حتى نرى الله جهرة قيل: نراه معاينة، وقيل: قلتم جهرة لن نؤمن لك حتى نرى الله، فعلى الأول الجهرة من صفة الرؤية، وعلى الثاني من صفة المقالة فأخذتكم الصاعقة قيل: الموت، وقيل: العذاب، والصاعقة تستعمل على ثلاثة أوجه: الموت كقوله تعالى: (فصعق من في السماوات).

Bogga 391