والرؤية: الإدراك بالبصر، ثم يستعمل بمعنى العلم، ومنه رأى بقلبه، تشبيها، ومنه المرآة لأنه يرى بها.
والجهر والعلانية بمعنى يقال: جهر فلان بكلامه، وجهر بقراءته إذا أعلن، وضده السر، فأصله الظهور، وحد الجهر ظهور الشيء للمعاينة.
والصاعقة: أصلها نار تنزل من السماء تحرق ما تأتي عليه، ثم يستعمل في كل عذاب.
والنظر: تقليب الحدقة نحو المرئي التماسا لرؤيته مع سلامة الحاسة، ثم يستعمل في الفكر توسعا.
* * *
(الإعراب)
يقال: ما وزن يرى؟
قلنا: يفعل؛ لأن أصله يرأى، قال الشاعر، وجاء به على الأصل: أري عيني ما لم ترأياه ... كلانا عالم بالترهات وجهرة: نصب على الحال.
* * *
(المعنى)
ثم ذكر تعالى خصلة من خصال أسلافهم فقال تعالى: وإذ قلتم أي اذكروا إذ قلتم، أي قال أسلافكم، ومن أنتم على طريقتهم: يا موسى لن نؤمن لك يعني لا نصدقك فيما تصف الله به من الصفات حتى نراه جهرة: معاينة، وقيل: لا نصدقك في نبوتك، عن الأصم، حتى نرى الله جهرة قيل: نراه معاينة، وقيل: قلتم جهرة لن نؤمن لك حتى نرى الله، فعلى الأول الجهرة من صفة الرؤية، وعلى الثاني من صفة المقالة فأخذتكم الصاعقة قيل: الموت، وقيل: العذاب، والصاعقة تستعمل على ثلاثة أوجه: الموت كقوله تعالى: (فصعق من في السماوات).
Bogga 391