أي ترك، ومنه العفو؛ لأنه ترك العقوبة، ومعنى عفا الله عنك، أي رفع الله العقاب عنك، والذنوب على ثلاثة أضرب: كفر، ويجوز العفو عنه عقلا، إلا أن السمع منع منه. والكبائر: ويجوز العفو عنه عقلا، واختلفوا في جوازه سمعا، وعن أبي القاسم لا يجوز العفو عقلا. والصغائر: وهي مغفورة باجتناب الكبائر، واتفقوا أن الجميع واحد في أنه يجب العفو عند التوبة.
والشكر: إظهار النعمة، وضده الكفر، وأصله من الظهور.
* * *
(الإعراب)
يقال: لم قيل: من بعد ذلك على التوحيد، والمعنى على الجمع؟
قلنا: لأن الخطاب اتصل بذا، وهو مبهم، فمرة يأتي على الأصل، ومرة يأتي على مشاكلة اللفظ إذا كان لفظ المبهم على الواحد، وإن كان معناه على الجمع، وقيل: قد يخاطب الواحد في اللفظ، ويعنى به الجمع، كقوله: (ياأيها النبي إذا طلقتم).
* * *
(المعنى)
ثم بين تعالى ما أتوا من الذنب، وعفوه عنهم، فقال تعالى: ثم عفونا عنكم يعني بقبول التوبة عن عبادة العجل، بعد أن عبدوه من بعد ذلك قيل: من بعد اتخاذكم العجل عن أبي العالية لعلكم تشكرون قيل: معنى (لعل) معنى لام (كي)، أي لكي تشكروا الله على عفوه عنكم، وسائر نعمه عليكم، وقيل: معناه التعريض كأنه قيل: عرضناكم للشكر، وقيل: معناه للشكر عفوت عنكم، كما أنه للعبادة خلقتم.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على أنه تعالى أراد منهم الشكر؛ لأن معنى لعلكم أي لكي تشكروا، ومعناه أريد منكم أن تشكروا.
Bogga 384