قوله تعالى:
(وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم (49)
* * *
(القراءة)
القراءة الظاهرة نجيناكم بنون الكبرياء، وروي عن إبراهيم نجيتكم بالتاء على الوحدان، والأول أوجه، لاجتماع القراء عليه، ولأن ما يأتي بعده بالنون نحو قوله: (فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا) ونحوه.
وأجمع القراء على يذبحون بالتشديد، وضم الياء، وعن بعضهم بالتخفيف، وفتح الياء والباء من الذبح، فالتشديد على التكثير.
* * *
(اللغة)
النجاة والسلامة والتخلص نظائر، ونقيض النجاة الهلاك، نجا ينجو، وأنجاه الله، وأصله من النجوة، وهو الارتفاع، فالنجاة: ارتفاع عن الهلاك والمكروه، ومنه: (فاليوم ننجيك ببدنك) أي نلقيك على نجوة.
والآل والأهل بمعنى، وآل الرجل: أهله وقرابته، وهو مأخوذ من الأول، وهو الرجوع، وآل الرجل خاصته، الذين يرجعون إليه في نسب أو صحبة، و(أولى): كلمة وعيد ما يؤول إليه حاله، كأنه قال: ستعلم ما يؤول إليه حالك، واختلفوا في أصل آل: فقيل: أصله (أهل) بدليل أن تصغيره أهيل، وقيل: بل هو أصل على حاله، وحكي عن الكسائي في تصغيره أويل، وهذا يسقط ما اعتمدوا عليه، فآل الرجل معناه الذين يؤول إليه أمرهم، والأهل أعم من الآل يقال: أهل البلد، ولا يقال: آل البلد.
Bogga 373