صيرها بحيث ينتفع بها، ويرغبه في الإنعام، ولأن غيره لا يستحقه على الوجه الذي
يستحقه هو، وهو العبادة.
قوله تعالى: (مالك يوم الدين (4)
* * *
(القراءة)
قرأ أبو بكر وعاصم والكسائي ويعقوب مالك بالألف، وهي قراءة الخلفاء الأربعة، وجماعة من الصحابة والتابعين، والباقون بغير ألف، وكلاهما مرويان عن النبي - صلى الله عليه وسلم، قراءتان مشهورتان، ثم اختلفوا فقيل: ملك أمدح؛ لأنه لا يكون إلا مع التعظيم والاحتواء على الجمع الكثير، وقد يملك الشيء الصغير، ولأن ملك، لجمع الملك والملك. وقيل: مالك أمدح؛ لأنه يتناول الملك، ولقوله: (قل اللهم مالك)، ولأنه يجمع الاسم والفعل؛ لأنه لا يكون مالكا لشيء إلا وهو يملكه، وقد يكون ملكا لشيء لا يملكه، ولأنه فيه زيادة الألف.
فأما ما روي في (ملك) من القراءة الشاذة نحو ملك بجزم اللام، ومالك بنصب الكاف على النداء ورفعها، وإن كان جائزا في العربية فلا تجوز القراءة به، لما بيناه.
* * *
(اللغة)
ملك من الملك، ومالك من الملك، وأصله من الاشتقاق من الشد والربط، ومنه قول الشاعر: ملكت بها كفي فأنهرت فتقها وقيل: من القدرة، والتصريف مطرد على الأصلين، فالملك: القادر على ماله أن يصرفه، والمالك: القادر الواسع المقدرة الذي له السياسة والتدبير.
Bogga 208