Tafsiirka Tahdhib

Hakim Jushami d. 494 AH
169

والعقل واللب والمعرفة نظائر، يقال: رجل عاقل، والعقل علوم ضرورية مجموعة إذا حصل في الإنسان صار مكلفا، وآخر علوم العقل العلم بالواجبات العقلية والمحسنات والمقبحات، وسمي ذلك عقلا، تشبيها بالعقال؛ لأنه يمنعه عن الإقدام على القبيح، وقيل: العقل قوة يمكن بها الاستدلال بالشاهد على الغائب، واختلفوا فقيل: العقل لا يختلف، وقيل: يختلف وإن كان قضاياه لا تختلف.

* * *

(النزول)

اتفقوا أن الآية نزلت في اليهود.

* * *

(المعنى)

لما أمر الله تعالى اليهود بالإيمان بين لهم ذم ما هم عليه فقال تعالى: أتأمرون الناس خطاب لعلمائهم بأنهم يأمرون عوامهم بالبر وتنسون أنفسكم)، يعني: تتركون أنفسكم ولا تعملون به، واختلفوا في البر الذي أمروا به، فقيل: التمسك بكتابهم، كانوا يأمرون به أتباعهم ويتركون ذلك؛ لأن جحدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفته فيه ترك للتمسك به، عن ابن عباس، وقيل: أمروا بطاعة الله وتركوا طاعته، عن قتادة والأصم، وقيل: أمروا ببذل الصدقة وضنوا بها؛ لأنهم - كما وصفوا - قست قلوبهم وأكلوا الربا والسحت، وقيل: كانوا ينصحون العوام باتباع الأدلة ولا يتبعونها، بل اتبعوا الشهوات، وقيل: كان الرجل منهم يقول لقرابته من المسلمين في السر إذا سأله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اثبت على الدين الذي أنت عليه، ودعاك محمد إليه، فإنه حق، وقوله صدق، ولا يؤمن هو، فأنزل الله: أتأمرون الناس بالبر يعني بالإيمان بمحمد، ولا تؤمنون به، وقيل: كانوا يأمرون العرب بالإيمان إذا بعث، فلما بعث كفروا، عن أبي مسلم، وأنتم تتلون الكتاب يعني تقرؤون التوارة، وفيه صفته ونعته، عن ابن عباس وجماعة.

ومتى قيل: الأمر بالبر طاعة فكيف نهوا عنه؟

Bogga 360