قلنا: لأنه لما كان أشد مبالغة، ولا يوصف به غيره صار كالعلم، وإنما يبدأ بالأعرف، ثم يتبعه الآخر.
ومتى قيل: لم جمع بين هذه الأسماء في التسمية؟
قلنا: لأن الغرض الاستعانة، ولكل واحد منها تأثير في ذلك، كأنه يقول: أستعين بمن هو قادر على جميع النعم، فاعل لذلك، وأنه واسع الرحمة، سابغ النعمة.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على أن ذكر اسم الله في ابتداء الأمر مسنون؛ لأن في ذلك استعانة به، واعترافا بالإلهية، وإقرارا بالنعمة، ووردت السنة بأن: كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر.
واختلفوا في آية التسمية على خمسة أقوال: أولها: أنها ليست من الفاتحة ولا من أوائل السور، وهو مذهب قراء المدينة والبصرة، وفقهاء الكوفة، ومذهب أبي حنيفة وأصحابه ومالك.
والثاني: أنها من الفاتحة، وليست من سائر السور، وهو قول سعيد بن المسيب، وقراء مكة والكوفة.
الثالث: أنها من الفاتحة ومن سائر السور، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي.
الرابع: أنها ليست من القرآن إلا في (النمل)، وكتبت في رأس السور للتمييز.
الخامس: أنها آية منزلة بين كل سورتين من القرآن، وليست من السور، وهو قول أبي بكر الرازي، وأبي بكر أحمد بن علي.
ودليل كونه من القرآن إثباته في المصحف.
Bogga 204