القسم الثاني: السماعية، وينصب الفعل المضارع اللام المكسورة، وأن بفتح الألف، وحتى وكي وكيلا وكيما وأو وإذن ولن والفاء في جواب النفي والعرض والأمر والنهي، وليت وعسى وهل.
ومتى، وأنى- بفتح النون وتشديده- وكيف وألا والواو إن تكن بمعنى مع، مثال ذلك: أعلمك لتعمل به، أي: كي تعمل به، وكي تعمل به، وكيلا تجهل، وكيما تعمل به، وأعلمك أو تضرب. ونحو، قال لك قائل: أطيعك، فتقول: إذا تكرم ولن تخسر.
بيان: والفاء في جواب النفي: ما عليك عتب هذا الجاهل فتعتب.
وفي العرض: لعلك تزورنا فتغنم (¬1) . وفي الأمر: زرنا فتغنم. وفي عسى: عساك (¬2) تعصي الهوى فتسلم.
وفي: هل تذهب إلى زيد فنذهب معك؟، ومتى تذهب إلى زيد فنذهب معك إليه؟، وكيف تزيد فنزيد مثلك؟. وألا تزورنا فتكرم.
فكل فعل مضارع من هذه أوله فاء فأخر الفعل يعرب بالنصب إذا كان بمعني السبب، أي: سبب هذا يكون كذا.
بيان: وإن كان بمعني الاستئناف، أي تفعل له مثل ما يفعل لك أو بك أوفيك وما أشبه ذلك، فإنه يرفع ويكون تقديرا محذوفا، ويكون الجواب مبتدأ، نحو: قال لك زرنا، فتقول له: زرنا أنت قبل فنكرمك، برفع ميم نكرمك إذا كنت تعني تكرمه بالزيارة أيضا (¬3) ،
¬__________
(¬1) هذا المثال لا يصلح للعرض وإنما للترجي؛ لأن أسلوب العرض لا يكون ب«لعل»، وإنما يكون ب«ألا»، كنحو قولك: «ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا»، وكقول الشاعر في هذا الشاهد:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ... قد حدثوك فما راء كمن سمعا
انظر: شرح ابن عقيل، مرجع سابق، 2/ 323.
(¬2) في (ب): ليتك.
(¬3) ينصب الفعل المضارع لفظا وتقديرا. وقد ينصب محلا إن كان مبنيا، نحو: على الأمهات أن يعتنين بأولادهن. وناصب المضارع أربعة:
1- ... أن: حرف، مصدرية ونصب واستقبال، مثل: {يريد الله أن يخفف عنكم} (النساء: 28). وسميت مصدرية لأنها تجعل ما بعدها في تأويل المصدر «يريد الله التخفيف عنكم»، وسميت حرف نصب لنصبها المضارع، وسميت حرف استقبال لأنها تجعل المضارع خالصا للاستقبال.
2- ... لن: حرف نفي ونصب واستقبال، فهي في نفي المستقبل كالسين وسوف.
3- ... إذن: حرف جواب وجزاء، ونصب واستقبال، تقول: إذن تفلح، جوابا لمن قال: سأجتهد، وسميت حرف جواب لأنها تقع في كلام يكون جوابا لكلام سابق. وسميت حرف جزاء لأن الكلام الداخلة عليه يكون جزاء لمضمون الكلام السابق. وهي لا تنصب الفعل المضارع إلا بثلاثة شروط:
أ ... أن تكون في صدر الكلام، أي صدر جملتها بحيث لا يسبقها شيء له تعلق بما بعدها.
ب ... أن يكون الفعل خالصا للاستقبال.
ت ... أن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم ولا النافية.
4- ... كي: حرف مصدرية ونصب واستقبال، فهي مثل «أن» تجعل ما بعدها في تأويل المصدر؛ فإذا قلت: جئت للتعلم، وما بعدها يؤول بمصدر مجرور باللام. =
=انظر: الغيلاني ، مصطفى ، جامع الدروس العربية . 2/ 114- 118.
Bogga 44