203

Tahbir

التحبير لإيضاح معاني التيسير

Baare

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

Daabacaha

مَكتَبَةُ الرُّشد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

Noocyada

وقوله: "إلا بالحق" وذلك كالقتل قصاصًا، أو قتل الزاني المحصن، أو المبدل لدينه، فإن هذا قتل بالحق. "وفي أخرى" أقول: هي رواية البخاري. "ولا تقتلوا أولادكم" كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم لأحد أمرين: الأول: لئلا يأكل معه طعامه، إما لقلة الطعام وحاجة الآباء، وهو المراد من قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾ (١) أي: لأجل إملاقكم وفقركم، ولذا وعدهم تعالى بالرزق فقال: ﴿نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾ (٢) وقدم الآباء هنا لحاجتهم. أو لغير قلة، بل الآباء في غنى، لكن يقتلون الأولاد خشية أن يفتقروا إن قاموا بإطعامهم، وهؤلاء هم الذين أشار الله إليهم بقوله: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ﴾ (٣) أي: لخشية أن تفتقروا، ولذا وعد الأولاد والآباء بالرزق فقال: ﴿نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾ (٤) وقدم الأولاد هنا؛ لأنهم الفقراء والآباء أغنياء، فلله كلام الله وما ينطوي عليه. والثاني: من حوامل قتل الآباء للأبناء. قتلهم البنات [٦٤/ ب] خشية العار، وهذه هي الموؤدة التي ذكرها الله تعالى، ولذا عده ﷺ من أعظم الأمور بعد الشك في حديث مسلم (٥): "وأن تقتل ولدك مخافة أن يأكل معك" [٢٣/ أ].

(١) الأنعام: (١٥١). (٢) الأنعام: (١٥١). (٣) الإسراء: (٣١). (٤) الإسراء: (٣١). (٥) في "صحيحه" رقم (١٤٢/ ٨٦).

1 / 203