============================================================
الفقل لاتعل اشون
فى الحذر الحمد لله الذى خلق الإنسان من سلاله، وركب بلطف حكمته مفاصله وأوصاله، ورباه فى مهاد لطفه ثلاثين شهرا حمله وفصاله، ورقاه فى أطوار خلقه حتى بلغ أشده وكماله، وزينه بالعقل والعلم فأزال عنه ظلماء الجهاله، وآجرى عليه ماسبق به القضاء . فالله الاختيار لأنه بمشيئته الضر والنفع والعطاء والمنع والهدى والضلاة. أسعد أولياءه بقربه فجمل حظهم أتسه واقباله، وأعزهم بخدمته وطهر أسرارهم لحضرته فهى فى اللملكوت جواله ألقواهميهم ببابه وتلذذوا بمناجاته وخطابه وتتسوا بماع كتابه فأكمل لهم بذلك أفضاله، لايبرحون من بين يديه، ولا يعولون الا عليه . ولا يشتاقون إلاإليه . وكيف يصبرون وقدشلعدوا باسرارهم جماله؟ امتلات قلوبهم بهيبته ، وغرقت أفكارهم فى بحر معرفته فازدادت عطشا ودهشا حين شاهدت جلاله، فمسبحان من اختارهم لنفسه، ونعمهم بانسه وأجزل لهم نواله" وحبب قوما عن هذه العوارف، وقطبهم بعدله عن رياض المعارف، وقيدم بقيود القواطع والعوايثآق والصوارف، وكيف يسرح فى رياض العرفان من أوثق الحرمان أغلاله، فأسماههم لاتلتذ بخطابه ، وقلويهم لاتنزعج امتابه ، وأرواحهم لاترتاح إلى مسارح أحبابه ، شتان
بين حالة وحالة ، كم بين من يسر له مولاه سبيل السعادة وحقق آماله، وأجزل نصيبه من لتوفيق وقبل أعماله، وبين من قطعه عن خدمقه وأبعده عن حفرته فأطال حجابه ونكاله.
الأمر أمره والحكم حكمه، والملك ملكه . فلا ترى فى الملكوت إلا أفعاله ، تعرض 2
Bogga 235