[112] ثم قال فى الاعتراض على هذا النحو الذى من قبله صدور الحادث عن القديم الاول على مذهب الفلاسفة فقال لهم الحركة الدورية أحادثة هى أم قديمة فان كانت قديمة فكيف صارت مبدأ الحوادث وان كانت حادثة افتقرت الى حادث وتسلسل الامر . وقولكم انها من وجه تشبه القديم ومن وجه تشبه الحادث فتشبه القديم من جهة انها ثابتة وتشبه الحادث من جهة انها متجددة فنقول أهى مبدأ الحوادث من جهة انها ثابتة أم من حيث انها متجددة فان كانت من حيث انها ثابتة فكيف صدر شىء حادث عن شىء من حيث هو ثابت وان كان صدر عنه من حيث هو متجدد فهو يحتاج الى ما يوجب التجدد وتسلسل ذاك هذا معنى قوله
[113] وهو قول سفسطانى فانه لم يصدر عنها الحادث من جهة ما هى ثابتة وانما صدر عنها من حيث هى متجددة الا انها لم تحتج الى سبب مجدد محدث من جهة ان تجددها ليس هو محدثا وانما هو فعل قديم أى لا أول له ولا آخر فوجب ان يكون فاعل هذا هو فاعل قديم لان الفعل القديم لفاعل قديم والمحدث لفاعل محدث والحركة انما يفهم من معنى القدم فيها أنها لا أول لها ولا آخر وهو الذى يفهم من ثبوتها فان الحركة ليست ثابتة وانما هى متغيرة
[114] فلما شعر ابو حامد بهذا قال
Bogga 63