221

Xaaji Xud-xud

تهافت التهافت

Noocyada

[161] فنقول اما ما شنعوا به من ان المبدأ الاول اذا كان لا يعقل الا ذاته فهو جاهل بجميع ما خلق فانما كان يلزم ذلك لو كان ما يعقل من ذاته شيئا هو غير الموجودات باطلاق وانما الذى يضعون ان الذى يعقله من ذاته هو الموجودات باشرف وجود وانه العقل الذى هو علة للموجودات لا بانه يعقل الموجودات من جهة انها علة لعقله كالحال فى العقل منا فمعنى قولهم انه لا يعقل ما دونه من الموجودات اى انه لا يعقلها بالجهة التى نعقلها نحن بها بل بالجهة التى لا يعقلها بها عاقل موجود سواه سبحانه لانه لو عقلها موجود بالجهة التى يعقلها هو لشاركه فى علمه تعالى الله عن ذلك وهذه هى الصفة المختصة به سبحانه ولذلك ذهب بعض المتكلمين ان له صفة تخصه سوى الصفات السبع التى أثبتوها له .

[162] ولذلك لا يجوز فى علمه ان يوصف بانه كلى ولا جزئى لان الكلى والجزئى معلولان عن الموجودات وكلا العلمين كائن فاسد وسنبين هذا اكثر عند التكلم هل يعلم الجزئيات أو لا يعلمها على ما جرت به عادتهم فى فرض هذه المسئلة وسنبين انها مسألة مستحيلة فى حق الله تبارك وتعالى .

[163] وهذه المسئلة انحصرت بين قسمين ضروريين احدهما ان الله تعالى لو عقل الموجودات على انها علة لعلمه للزم ان يكون عقله كائنا فاسدا وان يستكمل الاشرف بالاخس .

Bogga 227