[107] فان قيل يلزم على هذا الا يكن تركيب لا فى واجب الوجود بذاته ولا فى واجب الوجود بغيره قلنا اما واجب الوجود بغيره فان العقل يدرك فيه تركيبا من علة ومعلول فان كان جسما لزم ان يكون فيه اتحاد من جهة وكثرة من اخرى اعنى الاجسام الغير الكائنة الفاسدة اعنى اتحادا بالفعل وكثرة بالقوة وان كان غير جسم لم يدرك العقل كثرة لا بالقوة ولا بالفعل بل اتحادا من جميع الوجوه ولذلك يطلق القوم على هذا النوع من الموجودات انها بسيطة لكنهم يقولون فى هذه الموجودات ان العلة فيها ابسط من المعلول ولذلك يرون ان الاول هو ابسطها لان الاول لا يفهم منه علة ومعلول اصلا وما بعد الاول يفهم العقل فيه التركيب ولذلك كان الثانى عندهم ابسط من الثالث هكذا ينبغى ان يفهم مذهب القوم فيكون معنى العلة والمعلول فى هذه الموجودات كان فيها كثرة بالقوة تظهر فى المعلول اعنى ان يصدر عنه معلولات كثيرة لا فيه فى وقت من الاوقات فاذا فهم هذا من قولهم وسلم لهم لم يلحقهم الاعتراض الذى الحقهم ابو حامد .
[108] واما اذا فهم من قولهم ان الثانى يعقل ذاته ويعقل مبدأه فهو بما يعقل من ذاته يصدر عنه شىء وبما يعقل من مبدأه يصدر عنه شىء آخر لانه ذو صورتين او وجودين كما فهمه ابو حامد عنهم فهو قول باطل لانه لو كان ذلك كذلك كان مركبا من اكثر من صورة واحدة وكانت تكون تلك الصورة واحدة بالموضوع كثيرة بالحد كالحال فى النفس لكن اكد هذا الظن بهم ما يزعمون من صدور بعضها عن بعض وكانهم ارادوا ان يفهموا الامر هنالك بتشبيه ذلك بالفاعلات المحسوسة وبحق صارت العلوم الالهية لما حشيت بهذه الاقاويل اكثر ظنية من صناعة الفقه .
Bogga 201