185

Xaaji Xud-xud

تهافت التهافت

Noocyada

[87] فاذا تأمل الانسان هذه الاجسام العظيمة الحية الناطقة المختارة المحيطة بنا ونظر الى اصل ثالث وهو ان عنايتها بما ههنا هى غير محتاجة اليها فى وجودها علم انها مأمورة بهذه الحركات ومسخرة لما دونها من الحيوانات والنبات والجمادات وان الآمر لها غيرها وهو غير جسم ضرورة لانه لو كان جسما لكان واحدا منها . وكل واحد منها مسخر لما دونه ههنا من الموجودات وخادم لما ليس يحتاج الى خدمته فى وجوده وانه لو لا مكان هذا الآمر لما اعتنت بما ههنا على الدوام والاتصال لانها مريدة ولا منفعة لها خاصة فى هذا الفعل فاذا انما يتحرك من قبل الامر والتكليف الجرم المتوجه اليها لحفظ ما ههنا واقامة وجوده والآمر هو الله سبحانه وهذا كله معنى قوله تعالى اتينا طائعين . ومثال هذا فى الاستدلال لو ان انسانا رأى جمعا عظيما من الناس ذوى خطر وفضل مكبين على افعال محدودة لا يخلون بها طرفه عين مع ان تلك الافعال غير ضرورية فى وجودهم وهم غير محتاجين اليها لأيقن على القطع انهم مكلفون ومأمورون بتلك الافعال وان لهم أميرا هو الذى أوجب لهم تلك الخدمة الدائمة للعناية بغير هم المستمرة هو أعلى قدرا منهم وأرفع رتبة وانهم كالعبيد المسخرين له وهذا المعنى هو الذى اشار اليه الكتاب العزيز فى قوله سبحانه وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السماوات والارض الآية .

Bogga 191