Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Noocyada
[67]
جمال الدين والقاضي علاء الدين ابني القلانسي، ثم انفرد بالوكالة، ثم ولي قضاء القضاة بعد القاضي جمال الدين. بن جملة، ولم يحمد في الحكم، على انه حكى لي عنه شرف الدين الخلبي العدل حكاية تدل على مروءة جمة ومكارم عظيمة. وكان واسع النفس كثير البذل. ولما عزل من باب السلطان بقاضي القضاة جلال الدين القزويني ولم يعلم توجه لهناء القاضي شهاب الدين بن القيسراني بولاية كتابة السر بدمشق، فنفرت به البغلة عند حمام الخضراء فرض دماغه، فحمل في محفة إلى العادلية ومات بعد أسبوع.
ورايت بخط الأسدي على هامش العبر أنه دفن بباب صغير، انتهى.
في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة. ولم يعمل له عزاء، وأوذي أصهاره. وكان مجموعا عظيما في الفضيلة. أما الفروع والشروط فكان إماما لا يجارى في ذلك، وفيه مكارم وله محاسن. وفيه خدمة للناس.
وكتب إليه جمال الدين محمد بن نباتة:
يا قاضي القضاة ابق في سماء علا ... مقتبل السعد نافذ الحكم
كم من صديق جاء يسألني ... في البر والمكرمات والحلم
عن ابن صصرى وعنك، قلت له ... لا فرق بين الشهاب والنجم
وأنشدني من لفظه لنفسه المولى شمس الدين محمد الخياط في وقعة القاضي شهاب الدين المذكور لما توفي:
بغلة قاضينا إذا زلزلت ... كانت له من فوقها الواقعة
تكاثر ألهاه من عجبه ... حتى غدا ملقى على القارعة
فأظهرت زوجته عندها ... تضايقا بالرحمة الواسعة
انتهى. كلام الصفدي.
جلال الدين القزويني
وقال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة: وفيها بعد موت المجد عبد الله قدم على قضاء دمشق جلال الدين القزويني.
وقد تقدمت ترجمة جلال الدين هذا.
تقي الدين السبكي
Bogga 99