244

Taghr Bassam

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

ترجمة ابن زمام ثم قال فيه في سنة تسع وثلاثين: وفي آخر يوم السبت سابع عشر المحرم توفي الإمام العالم المفيد شيخ الحنفية قاضي القضاة ركن الدين أبو هريرة عبد الرحمن بن علاء الدين أبي الحسن علي بن شمس الدين محمد بن زمام الحسيني. مولده على ما أخبرني به سنة تسع وستين أو سنة سبعين. واشتغل وحفظ المنظومتين وغير ذلك. وكان يستحضر ذلك في المجالس إلى آخر وقت، ويحفظ منظومة في الوفيات. وناب في القضاء بعد الفتنة إلى آخر وقت، وولي إفتاء دار العمل عوضا عن الشيخ برهان الدين بن خضر، وكان قد صحبه كثيرا وخدمه وأخذ عنه وصاهره، وخطب بجامع يلبغا، كان بيده نصف الخطابة، يخطب به شهرا وبالركنية شهرا. ودرس بالركنية، كان بيده حصة من التدريس، والزنجلية وغير ذلك، وكان بيده جهات كثيرة. وكانت سيرته في القضاء جيدة من جهة الأخذ على القضاء لم يسمع ذلك عنه، إلا أنه لا يتوقف في شيء، ويحكم بما دب ودرج، ويعسر على المسارع في ذلك المدح في حكمه لعلمه وعدم الأخذ على القضاء، فهلك بذلك خلق كثير. أقال الله عثرته ورحم غربته. وكان لا يهتدي إلى معرفة القلوب بل الغالب عليه سلامة القطرة، وعليه مآخذ في دينه ومباشرته الأوقاف، وكان يشتغل بالجامع ويفتي، وهو عين مذهبه بدمشق من مدة، وكان لا يحسن يعلم الطلبة ولا يتصرف في البحث ولا غيره، وإنما ينقل ما يحفظه ويستحضر فوائد غربية، ولقد بحثت معه مرة من مدة فسألته عن تحقيق

Bogga 244