Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Noocyada
[135]
حج مرتين: مرة قديما في سنة سبع أو حولها، ومرة في سنة تسع وثلاثين وسبع مئة. وكانت الوقفة الجمعة.
ومما أنشده ارتجالا في مجلس واحد في مدح المزة:
أهواك يا مزة الفيحاء أهواك ... أهوى هواك وماك البارد الزاكي
قد طفت في البر والبحر المديد فلم ... أرى جمالا وحسنا مثل مغناك
نباتك الطيب والأزهار راجعها ... ولم أذق قط طعما مثل مجناك
أنهارها كرحيق السلسبيل جرى ... بين الرياض، ونشر المسك رياك
فالحمد لله مولانا وسيدنا ... إذ خصا وحبانا طيب سكناك
ثم الصلاة على المختار من مضر ... خير البرية من عرب وأتراك
وله أيضا وقد قيل إن الشيخ تاج الدين الفركاح كان يوما جالسا أصحابه، فقال
النار تشعل من أسفل والعرف من فوق
فقيل له: يا سيدي! اعمل لهذا صدرا، فلم يتهيأ له في ذلك الوقت عمل شيء فعمل القاضي عماد الدين في الحال صدرا لذلك فقال:
هجرانكم قد قتلني ... منذ براني الشوق
وساقني سوء حظي ... نحو حتفي سوق
يا ليت شعري ترى ... ما عندكم من ذوق
النار تشعل من أسفل ... والعرف من فوق
ونزل عن القضاء في ذي الحجة سنة ست وأربعين وسبع مئة، وتزهد في الدنيا وانقطع في منزله بالمزة على تلاوة وعبادة إلى أن توفي يوم الاثنين سلخ ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وسبع مئة بمنزله بالمزة، وصلي عليه في بقية ذلك اليوم، ودفن بالمزة بتربة الشيخ الصالح علاء الدين الصوابي رحمه الله عليه.
وقال الحسيني في ذيله في سنة ثمان وأربعين وسبع مئة : والإمام العلامة قاضي القضاة عماد الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن عبد المنعم الطرسوسي الحنفي. حدث عن ابن البخاري وغيره، وولي قضاء الحنفية بدمشق في سنة سبع وعشرين بعد القاضي صدر الدين البصروي، فشكرت سيرته وأحكامه، وكان رجلا جليلا مهيبا منورا
Bogga 222