Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Noocyada
[130]
الخطابة بالجامع الحاكمي بمصر مدة. وكان له أوراد من العبادة لا يخل بشيء منها. وفي يوم الأربعاء سلخ ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وست مئة قدم دمشق قاضي القضاة بها بعد القاضي شمس الدين عبد الله، واستناب القاضي بدر الدين مدرس المعينية المقدم ذكرها. ومات بجوسقه ظاهر دمشق في الشرف القبلي يوم الثلاثاء. سادس عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وست مئة، ودفن بتربته بالقرب منه.
ومما أنشد لنفسه رحمه الله تعالى:
شهود ودي تؤدي وهي صادقة ... وحاكم الشوق بالأسجال قد حكما
هب أنني مدع قد غاب شاهده ... أليس قلبك يقضي بالذي علما
صدر الدين سليمان الحنفي
ثم ولي القضاء بعده قاضي القضاة صدر الدين سليمان بن أبي العز بن وهيب بن عطاء الحنفي صاحب الجامع الكبير مولده سنة أربع وتسعين وخمس مئة، وتفقه على الشيخ جمال الدين الحصري، وولي قضاء القضاء بالقاهرة في أيام السلطان الملك الظاهر بيبرس، وحج زميله، وكان قلده القضاء حيث حل ركاب السلطان. وكان يحبه ويعظمه ولا يفارقه في غزواته. ثم استعفى من القضاء بالقاهرة، وعاد إلى الشام فلما وصل إلى دمشق أقام مدة قليلة، ثم مات ابن العديم فعرض عليه المنصب فقبل وباشر مدة قليلة إلى أن مات. ودرس بالظاهرية بدمشق بعد عوده من القاهرة، وهو أول مدرس بها قبل فراغها. وتوفي ليلة الجمعة سادس شعبان سنة سبع وسبعين وست مئة، ودفن بتربته بالقرب من الجامع الأفرمي رحمه الله تعالى.
حسام الدين الرازي
ثم تولى القضاء بعده قاضي القضاة حسام الدين أبو الفضائل الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان الرازي الحنفي. مولده في ثالث المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مئة باقسرا، وقدم الشام سنة خمس وسبعين وست مئة، وستناب نظام الدين أحمد بن الشيخ جمال الدين الحصيري وولده قاضي القضاة جلال الدين والقاضي شمس الدين الملطي في سنة ست وتسعين. وولاه السلطان لا جين قضاء القضاة بالقاهرة عوضا عن قاضي القضاة شمس
Bogga 213