Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Noocyada
[98]
الإمام، العالم، المتقن، ناصر السنة، وقامع الظالمين المبتدعة، قاضي القضاة نجم الدين أبو الفتوح ابن العلامة فقيه الشام علاء الدين أبي محمد السعدي الحسباني الدمشقي.
مولده سنة سبع، بتقديم السين، وستين وسبع مئة. وحفظ التنبيه ثم ثمانية أشهر، وحفظ غيره من المختصرات، وأسمعه أخوه شهاب الدين من جماعة من مشايخه وغيرهم، واستجاز له. وسمع هو بنفسه من خلق بمصر والشام والحجاز وغيرها. وأخذ العلم عن أخيه، وعن المشايخ الموجودين في ذلك العصر منهم شهاب الدين الزهري، وشرف الدين الشريشي، ونجم الدين الجابي، وشرف الدين الغزي، ورحل إلى القاهرة سنة تسع، بتقديم التاء، وثمانين. وأخذ عن المشايخ بها: سراج الدين البلقيني، وزين الدين العراقي، وسراج الدين بن الملقن، وبدر الدين الزركشي، وغيرهم. وأجازه ابن الملقن بالتدريس، وكتب بخطه من مصنفات البلقيني، وغيره. ولازم الشيخ شرف الدين الأنطاكي مدة طويلة، وانتفع به كثيرا في النحو، وكان هو أجل علومه. وطالع شرح المحصول للأصفهاني، وكتب منه أجوبة أسئلة ذكرها الأسنوي في شرحه ولم يتعرض لأجوبتها. كذا حكى. وحج سنة ست وثمانين مع أخيه، وولي إفتاء دار العدل في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين. ثم ولي مشيخة خانقاه عمر شاه، ثم وقع بينه وبين القاضي شهاب الدين الباعوني والحاجب الكبير تمربغا المنجكي وآل ذلك إلى أن حصل له محنة في شهر رمضان سنة خمس وتسعين. ونزل له أخوه عن أعادة الأمينية في سنة ثمان وتسعين. وحج سنة تسع وتسعين، وجاور، وبعد الفتنة ولي القضاء بحماة مرتين، ووقع بينه وبين نائب حماة في الثانية، وهم بقتله فسلمه الله منه وولي قضاء طرابلس أيضا مرتين، ولم يذهب إليها في الثانية. وولي القضاء بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمان مئة، ثم انفصل بعد شهرين. ثم ولي القضاء بعد ذلك ست مرات. ومدة مباشرته إحدى عشرة سنة وكسر، وذلك في مدة إحدى وعشرين سنة وسبعة أشهر.
Bogga 153