Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Noocyada
[79]
هرب منطاش، فلما عادت دولة الظاهر طلب مع رفقته من الشام، وحضر بين يدي السلطان فكان أول كلامه: لقد أمرك الله علينا وإن كنا لخاطئين. فأمر بحبسه. ثم إن شخصا أعجميا ادعى عليه أنه أخذ له قماشا ومالا، فأحضره السلطان، فادعى عليه، فأنكر. فأمر السلطان بضربه فضرب بين يديه قريب خمسين سوطا على ما قيل، ثم سلمه لابن الطبلاوي ليخلص مال المدعي. فضربه بالعصي مرتين ثم بالمقارع، وتركه بخزانة الشمامل إلى أن توفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر رجب سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة. ودفن خارج باب النصر.
بدر الدين السبكي
والقاضي بدر الدين بن أبي البقاء المشار إليه هو محمد بن محمد ابن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام، قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء ابن القاضي سديد الدين ابن القاضي صدر الدين الأنصاري السبكي.
ميلاده في شعبان سنة إحدى وأربعين وسبع مئة. وسمع من جماعة، وأخذ عن والده وغيره من علماء العصر، وفضل في عدة فنون. واشتغل ودرس وأفتى، وحدث بمصر والشام وغيرهما، ودرس بدمشق بالأتابكية والرواحية وغيرهما. وناب عن والده في القضاء بالقاهرة، وباشر عدة وظائف، وولي مشيخة الحديث بالقبة المنصورية. ولما انتقل والده إلى قضاء الشافعية ولي عوضه تدريس الشافعي والمنصورية، ثم ولي القضاء عن ابن جماعة في شعبان سنة تسع وسبعين، وأعطيت قبة الشافعي للبلقيني والمنصورية للقومي، فباشر سنة ونحو أربعة أشهر، ثم عزل وأعيد ابن جماعة. واستمر بطالا ليس بيده وظيفة أكثر من ثلاث سنين.
Bogga 121