365

{ واتخذ الله إبراهيم خليلا } هذا مجاز عن اصطفائه واختصاصه بكرامة نشبه كرامة الخليل عند خليله واتخذ هنا تعدت لمفعولين.

و { ولله ما في السموت وما في الأرض } لما تقدم ذكر عامل السوء وعامل الصالحات أخبر تعالى بعظيم ملكه، وملكه لجميع ما في السماوات وما في الأرض، والعالم مملوك له وعلى المملوك طاعة مالكه.

[4.127]

{ ويستفتونك في النسآء } الآية، سبب نزولها أن قوما من الصحابة سألوا عن أمر النساء وأحكامهن في المواريث وغير ذلك ولما كان النساء مطرحا أمرهن عند العرب في الميراث وغيره وكذلك اليتامى أكد الحديث فيهن مرارا ليرجعوا عن أحكام الجاهلية. وتقوم في صدر السورة شيء من أحكام النساء والمواريث وعادة العرب إذا ذكرت شيئا أن تستطرد إلى شيء آخر ثم ترجع إلى الأول والاستفتاء: طلب الفتيا وهو ما يتضح به الحكم المطلوب، والاستفتاء ليس في ذوات النساء وإنما هو عن شيء من أحكامهن ولم يبين فهو مجمل. ومعنى يفتيكم فيهن: يبين لكم حال ما سألتم عنه وحكمه. وعن عائشة رضي الله عنها قيل: نزلت هذه الآية يعني

وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

[النساء: 3] أولا، ثم سأل ناس بعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر النساء فنزلت: { ويستفتونك في النسآء قل الله يفتيكم فيهن }. وفي إعراب ما في قوله: وما يتلى عليكم، جوزوا وجوها منها الرفع عطفا على لفظة الله وعطفا على الضمير المستكن في يفتيكم وعلى الابتداء وخبره محذوف تقديره في يتامى النساء يبين لكم. وقيل: الخبر في الكتاب وجوزوا في ما النصب تقديره ويبين لكم ما يتلى عليكم وجوزوا أحكامهن في ما أيضا الجر من وجهين، أحدهما: أن تكون الواو للقسم، وقاله الزمخشري. والثاني: أن يكون معطوفا على الضمير المجرور في فيهن، وقاله محمد بن أبي موسى، وهو الذي نختاره وإن كان لا يجيزه البصريون إلا في الشعر. وقد أجازه الكوفيون في الكلام وقد استدللنا على صحة مذهبهم عند الكلام على قوله:

وكفر به والمسجد الحرام

[البقرة: 217].

قال الزمخشري: ليس بسديد ان بعطف على المجرور في فيهن لاختلاله من حيث اللفظ والمعنى. " انتهى ". الذي اختاره هذا الوجه وإن كان مذهب جمهور البصريين إن ذلك لا يجوز إلا في الشعر وقد ذكرت دلائل الجواز عند قوله:

وكفر به والمسجد الحرام

Bog aan la aqoon