264

أما إذا جعلت التقاة جمعا، فإن التركيب يصير مثل اضرب زيدا حق ضرابه فلا يدل هذا التركيب على معنى أضرب زيدا كما يحق أن يكون ضرابه حتى لو صرح بهذا التركيب لاحتيج في فهم معناه إلى تقدير أشياء يصح بها المعنى والتقرير أضرب زيدا ضربا حقا كما يحق أن يكون ضرب ضرابه ولا حاجة تدعوا إلى تحميل اللفظ غير ظاهره وتكلف تقاديره معنى لا يدل عليه ظاهر اللفظ.

{ ولا تموتن } الآية، تقدم الكلام عليها في البقرة.

{ وأنتم مسلمون } جملة حالية.

{ بحبل الله } هو كتاب الله تعالى روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" القرآن حبل الله المتين ".

{ ولا تفرقوا } نهي عن التفرق في الدين، كتفرق اليهود والنصارى.

{ فأصبحتم } أي صرتم ولا يراد به اتصاف الموصوف بالأخوة وقت الصباح، قال ابن عطية: فأصبحتم عبارة عن الاستمرار وإن كانت اللفظة مخصوصة بوقت وإنما خصت هذه اللفظة بهذا المعنى من حيث هي المبتدأ النهار وفيها مبدأ الأعمال، فالحال التي يحسبها المرء في نفسه فيها هي الحال التي يستمر عليها يومه في الأغلب ومنه قوله: الربيع بن ضبع

أصبحت لا أحمل السلاح

ولا أملك رأس البعير ان نقرا

" انتهى ". وهذا الذي ذكره من أن أصبح للاستمرار وعلله بما ذكره لا أعلم أحد من النحويين ذهب إليه إنما ذكروا أن أصبح المقتضية للخبر تكون بمعنى الصيرورة وبمعنى تقييد الخبر بوقت الصباح والباء في بنعمته للسبب أي بسبب نعمة الله التي أنعم بها عليكم من التأليف بعد التفرق والمودة بعد العداوة.

Bog aan la aqoon