{ نزل الكتاب بالحق } فلم يتبعوه وكتموه واشتروا به ثمنا قليلا أقام السبب وهو تنزيل الكتاب بالحق مقام المسبب عنه وهو الكتمان والاشتراء كأنه قيل ذلك مستقر وثابت بالكتمان والاشتراء.
{ وإن الذين اختلفوا في الكتاب } وهم اليهود آمنوا ببعض التوراة وكفروا ببعضها. أو الكتاب القرآن والذين اختلفوا مشركوا العرب من قولهم سحر أساطير الأولين وغير ذلك.
{ لفي شقاق } أي تباين وتباغض.
{ بعيد } أي عن الحق والصواب.
[2.177]
كانت اليهود تصلي إلى المغرب والنصارى إلى المشرق فنزل:
{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب } وقبل ظرف مكان. تقول: زيد قبلك أي في المكان الذي يقابلك. ولما تقدم ذكرهم بأقبح الذكر وما يؤلون إليه في الآخرة ولم يبق لهم مما يتعلقون به إلا صلاتهم وزعمهم أن ذلك هو البر نفي ذلك عنهم وأثبت ما يكون به البر وهي الأوصاف الذي ذكرها. وقرىء البر بالنصب على أنه خبر ليس، وبالرفع على أنه اسمها. وأن تولوا الخبر، والبر اسم جامع لأنواع الخير.
{ ولكن البر من آمن } قرىء بتشديد نون لكن، ونصب البر وبالتخفيف والرفع، والبر ليس نفس من آمن فهو على حذف من الأول أي: ولكن ذو البر، أو من الثاني أي: بر من آمن، أو جعل البر نفس من آمن مبالغة.
{ بالله واليوم الآخر } الآية وهذه أركان الايمان كما جاء في الحديث
" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر "
Bog aan la aqoon